الرئيسة \  واحة اللقاء  \  داعش عرَّت الجميع

داعش عرَّت الجميع

11.10.2014
يوسف الكويليت



الرياض
الخميس 9-10-2014
آل "بوش" أدخلونا في عدة حروب، وأوباما أدخلنا في ورطات لا نعرف نهاياتها في سورية والعراق حالياً، وربما في ليبيا واليمن، وبلدان أخرى، ولأن المعركة كل يقيدها بزمن متوسط وطويل، وأهداف تغلب عليها الشكوك، فاللعبة اتسعت وتشابكت وانعدم اليقين بالنتائج القريبة والبعيدة..
فحتى الآن لا يعرف من المؤسس والداعم لداعش، والكل يدعي أنه يحاربها وتختلف القناعات والسلوكيات، لكن الأهداف السورية قد تكون الإطار للعمل وخاصة من الدول خارج المنطقة، أو الأخرى الإقليمية المتشابكة معها بأطماع وتحالفات..
تركيا وإيران هما الأكثر غموضاً وخاصة في سورية، إذا اعتبرنا العراق لا يزال في حيازة أمريكا بعودتها إليه في هذه الظروف بالذات، غير أن تركيا تبقى اللاعب الذي لا تعرف أين يتجه..
فهي ترفض محاربة داعش ومتهمة أنها من صانعيها، وهدفها هنا أن وصولها إلى مراكز استراتيجية في قلب المواقع الكردية، وخاصة لو سقطت مدينة (عين العرب) فإن الأكراد يرونها تواطؤاً تركياً لقطع حبل الدولة الكردية الممتد من إيران لتركيا، مع داعش وأسهلها رفض الدعم للمحاصرين بالمدينة مما أثار حفيظة الأكراد في الداخل الكردي، وحتى اشتراطها دخول التحالف بإقامة منطقة محمية ومعزولة، فهناك شكوك في نجاحها، وكذلك عملية إسقاط الأسد المدعوم من دولتين هما إيران وروسيا اللتين تربطهما مصالح استراتيجية عليا، تعرف أن منازعة الدولتين مستحيل وبذلك يسقط هذان الشرطان التعجيزيان لتشابك المصالح والأهداف، ودبلوماسية كهذه لا تخفي صورتها عند أي محلل مدرك لظروف المنطقة من خلال الواقع المعاش..
إذا كانت تركيا جادة في إسقاط الأسد، فالطريق سالكة، دعم الجيش الحر أولاً، وإيقاف شريان المساعدات السرية العسكرية والمادية وتسهيل مهمات عبور الإرهابيين من طرقها وحدودها، وهي كأمريكا لا تريد عملياً إسقاط الأسد، ولا توازن قوة الجيش الحر مع الجيش النظامي ويريدون حلاً سياسياً يلتقي مع نتائج مؤتمر جنيف، إلى جانب إدامة عمر داعش والذي أبسط من يحلل الأمور العسكرية، ولو بالمنظور العام، يدرك أنه بدون جيش على الأرض فلن تخسر داعش المعركة..
إذن تقويم الوضع يرينا أن توريط المنطقة في حروب أهلية تتداخل فيها القوى العالمية مع الإقليمية لا يفسر بالعمل الذي يخدم هذه المنطقة بغياب الأهداف الجادة لحسم المعركة من توسع داعش..
العرب ليسوا ضحية فشلهم السياسي وتعميق القضايا التي ساعدت على تمزيقهم، وإنما الاتكال على حلفاء صادقين مع أهدافهم، وبارعين في تمريرها من خلال دول عربية صنعت مآسي مواطنيها في تغليب مصالحهم الشخصية أو من يقدمون لهم الولاء من طائفة وعشيرة وحزب، والنموذجان العراقي والسوري منذ أزمنة طويلة هما من ساهم في إدخال المنطقة في حروب وانقلابات ومؤامرات، وحالياً هما من بعث صورة العربي القبيح في السياسة والتشرذم والولاءات، ولا تزال العجلة تدور مع كلا النظامين الحاليين، واتساعهما لمناطق ودول أخرى..