الرئيسة \  واحة اللقاء  \  داعش قتلت ‘عمر’

داعش قتلت ‘عمر’

13.03.2014
حنين الخيري


القدس العربي
الاربعاء 12/3/2014
كان الجميع بانتظار ان يعود عمر للبيت ليطفئ شمعته السابعة والعشرين ويضيئ شمعة اخرى. شمعة جديدة تمناها عمر سنة خير على حياته وعلى حياة وطن احبه وعمل من اجله. الا ان داعش و النصرة وكل الجماعات الارهابية التكفيرية كان لديها مخطط اخر يهدف الى اطفاء كل شموع سوريا ومن يحبها. و هكذا استشهد الزميل البطل في قناة الميادين عمر عبد القادر برصاصة جبانة اخترقت عنقه في عيد ميلاده . استشهد عمر حاملا كاميرا في يده وسوريا في قلبه. استشهد وهو ينقل لنا ولكم المعركة الشرسة التي دارت في بلده دير الزور .
استشهد عمر في سبيل كلمة الحق وفي سبيل شعار اطلقته قناة الميادين ‘الواقع كما هو’. هذا الواقع السوري المؤلم قتل من دافع عن الحقيقة وصورها بكل صدق و موضوعية. كان على عمر ان يفتح عينيه جيدا امام عدسة الكاميرا ليرى الواقع كما هو لا الواقع الذي اراده لوطن احبه. كان عليه ان يرى الدماء والقتل والارهاب وان لا يغمض عينه عن اي مشهد ازعجه لانه وبعكس المشاهد العربي لا يملك خيار ان يغمض عينيه امام اي مشهد مخل بالانسانية. كان عمر الشاهد الملك على كل ما كان يحصل في سوريا من قتل و اجرام.
اليوم تعانق ارض سوريا الحبيبة شابا اخلص لها و لمهنته . اليوم هو احد تلك الايام العصيبة التي ينضم فيها اسم اخر الى قافلة شهداء معارك لم يختاروها. بل مقتوها مرارا وتكرارا وخاضوها فقط لانهم احبوا اوطانهم اكثر من حياتهم. عمر الذي عمل جاهدا لكي لا يلتف شريط اسود حول صورة وطنه، اليوم عاد لامه ولعائلته صورة عليها شريط اسود. نعم لقد عاد فارس الميادين لاهله صورة عليها شريط اسود!
هذه الجماعات التكفيرية العميلة التي تدعي انها من اتباع عمر قتلته اليوم. هذه الجماعات والتي هي بالتأكيد ابعد ما تكون عن الدين والله قتلت الوطن. قتلت علي وعمر وكل مسلم على ارض سوريا. هذه الجماعات قتلت سوريا التي هي اكبر من ان تتحول الى ساحة قتال باسم الدين. سوريا كانت وستبقى لعلي وعمر.
عمر انت لست بحاجة لشمعة جديدة لانك اصبحت النور الذي يضيء سماء سوريا اليوم . شكرا لانك عشت وناضلت واستشهدت من اجل قضيتنا جميعا. واعلم ان الرصاصة الغادرة التي اخترقتك ستبقى رصاصة في عنق كل عربي حتى استرجاع سوريا.
من المعتاد ان يطلب اهل الميت من الناس ان يسامحوه على ما ارتكب في حياته من خطايا بحقهم …الا اننا اليوم نطلب منك السماح يا عمر.
الجامعة الامريكية – بيروت