الرئيسة \  واحة اللقاء  \  داعش" والهدنة في سوريا

داعش" والهدنة في سوريا

25.09.2014
صحيفة إندبندنت البريطانية



البيان
الاربعاء 24-9-2014   
 لمحاربة تنظيم "داعش"، يتوجب ترتيب وقف لإطلاق النار بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية التي لا تنتمي ل "داعش".
فلا الجيش السوري ولا الثوار السوريون "المعتدلون" أقوياء بما فيه الكفاية لوقف زحف التنظيم، فيما لو كانوا يقاتلون على جبهتين في الوقت نفسه، وذلك وفقا لنتائج المعارك الأخيرة.
ولذلك فإن ترتيب هدنة بين العدوين الرئيسيين لتنظيم داعش في سوريا سيكون للقيام بذلك فقط، ولن يكون جانباً من حل سياسي أوسع نطاقاً للأزمة السورية، والذي يعد إنجازه غير ممكن في هذه المرحلة، لأن الكراهية المتبادلة كبيرة للغاية.
ربما سيكون إعلان وقف لإطلاق النار أمراً ممكناً حالياً، لأن جميع الأطراف وداعميهم الأجانب متخوفون من التقدم الهائل للتنظيم.
ولقد تعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما لانتقادات كثيرة، لاعترافه بأنه ليست لديه استراتيجية للتعامل مع تنظيم "داعش"، وعلى افتراض أن الرئيس الأميركي لن يرسل جيشاً أميركياً برياً بعدد هائل للمنطقة.
إلا أنه يفتقر لشريك محلي موثوق وفعال، سواء في سوريا أو العراق، وللقوة العسكرية اللازمة للاستفادة من الغارات الجوية، حتى لو تم تكثيفها في العراق، وتوسيع نطاقها إلى سوريا.
لقد تمت مناقشة أمر وقف إطلاق النار في سوريا بشكل مقنع من قبل يزيد صايغ، من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في بيروت، في ورقة بعنوان "السعي إلى هدنة في سوريا لمواجهة تنظيم داعش".
 إذ يقول محقاً إن "كلا من نظام الرئيس السوري بشار الأسد والثوار المسلحين الأكثر اعتدالا الذين تم حشدهم ضده امتدا بشكل ضئيل، وينزفان بشكل سيئ، وفي موقف ضعيف على نحو متزايد.
وكلاهما لديه أسبابه لخدمة مصالحه الذاتية لتعليق العمليات العسكرية من أجل مواجهة التهديد المتطرف الذي يلوح من أفق الشرق".
لقد عملت المطالبة بذلك في محادثات جنيف الثانية في فبراير الماضي على الحد، فعلياً، من أي إطار دبلوماسي لإجراء مفاوضات تنهي الصراع.
إذ جادل النقاد متعددو الأطراف في أمر وقف إطلاق النار بالقول إنه سيعني القبول ببقاء حكومة الرئيس الأسد، قد تعتقد حكومة الأسد أنها تعيد تأكيد سلطتها تدريجياً على بقية أرجاء البلاد، ولكن هذه التطورات تجري بوتيرة بطيئة، ومن الممكن أن لا يكون الجيش السوري قادراً على الصمود أمام هجوم شامل من "داعش"