الرئيسة \  واحة اللقاء  \  داعش" يضمن بقاء النظام السوري

داعش" يضمن بقاء النظام السوري

11.09.2014
الوطن السعودية


الوطن السعودية
الاربعاء 10-9-2014
لا يختلف اثنان، على أن النظام السوري هو أكثر المستفيدين من أعمال وجرائم تنظيم "داعش"، بل إن هذا النظام وحده المستفيد من حالة الفوضى والخراب والاختلالات السياسية، التي أفرزها هذا التنظيم وأشباهه من التنظيمات الإرهابية الأخرى، فالنظام السوري، ومن خلال وجود "داعش" و"النصرة" وحتى "حزب الله،" حقق مكاسب وجودية في العامين الأخيرين. فقد سوق رموز نظام بشار للعالم صور الإرهاب التي ارتكبها "داعش"، ووضع شرائح من الشعب السوري بين خيارين أحلاهما مر، وحول الثورة الشعبية الخالصة إلى صراع طائفي مروع؛ لأن هذه التنظيمات انحرفت بالثورة السورية عن مسارها الصحيح، وبالتالي أفشلت مشروع هذه الثورة، وحولت أنظار العالم إلى مشاهد القتل والذبح والتصفيات الجسدية التي ترتكبها هذه الجماعات.
لذا، لم يكن مستغربا أن تعمد وسائل الإعلام السورية إلى الهجوم على دول المنطقة بسبب الائتلاف المزمع تشكيله للقيام بعملية عسكرية ضد تنظيم "داعش"، فقد عدّت وسائل الإعلام السورية أن العرب انقادوا إلى أميركا، وذلك لأنه سيتشكل حلف من دول المنطقة بالتعاون مع الولايات المتحدة لمواجهة "داعش".
وبالطبع، فإن النظام السوري سيخسر وجوده في حال تم القضاء على هذا التنظيم؛ لأن الأنظار ستعود مرة أخرى إلى مشاهدة إرهاب هذا النظام عبر البراميل المتفجرة، والإعدامات الجماعية، وقتل النساء والأطفال بكل عشوائية، وهنا لن يكتمل المشهد إلا بإزاحة نظام بشار ورموزه، فقد سقطت شرعيته تماما، ولا يمكن للشعب السوري أن يتراجع عن قراره بعد هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها في سبيل حريته وكرامته، فالعودة أو التراجع في أحضان هذا النظام أمر لا يمكن حدوثه.
غير أن النظام السوري، وعبر آلته الإعلامية، يحاول بشتى الطرق أن يجعل من "داعش" قناة للمساومة والمفاهمة مع الولايات المتحدة لإيجاد صيغة يتفق عليها الطرفان للقضاء على هذا التنظيم، وهو ما رفضته واشنطن؛ لأنها تدرك صعوبة هذا الخيار واستحالته.
ولكل المتعاطفين مع التنظيمات الإرهابية، من منطلقات طائفية، أو رجعية، تتعلق بإقامة الخلافة نقول: انظروا بعد أن أصبحت هذه التنظيمات لاعبا رئيسا على الساحة السياسية والعسكرية ـ خاصة في العراق وسورية ـ مَن المستفيد من كل ما أحدثته هذه الجماعات المتطرفة؟ وما الفرق الذي أحدثته هذه الجماعات بعد أن دخلت على خط الثورات العربية؟