الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "داعش" في الـ "بنتاغون" مع أوباما اليوم !

"داعش" في الـ "بنتاغون" مع أوباما اليوم !

15.12.2015
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الاثنين 14/12/2015
إنْ ليس العالم كله, فعلى الأقل منطقة الشرق الأوسط هذه التي بقيت تعاني وتقاسي الأمرين خلل السبعة أعوام الماضية من عمر هذه الإدارة الأميركية "الديموقراطية", بانتظار ما وعد به الرئيس باراك أوباما الذي قال أنه سيزور الـ "بنتاغون" اليوم ليراجع مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين فيه طرق وأساليب المواجهة مع تنظيم "داعش" الإرهابي الذي تَشكَّلَ هذا التحالف الدولي المكون من أكثر من ستين دولة للقضاء عليه وإنهاء وجوده في العراق وسورية والمفترض أيضاً في ليبيا وفي كل مكانٍ في الكرة الأرضية .
 ولعل ما يدل على أهمية هذه الزيارة أنَّ كل المعنيين بمواجهة "داعش", إن في هذه المنطقة الشرق أوسطية أو خارجها, بادروا إلى طرح أسئلة كثيرة, على أنفسهم وفي ما بينهم وعلى غيرهم, عمَّا سيفعله أوباما في الـ "بنتاغون" اليوم وما إذا كان سيأتي بما لم يفعله ولم يقْدِمْ عليه منذ بدايات المواجهة مع هذا التنظيم الإرهابي منذ بدايات استفحال هاتين الأزمتين الطاحنتين: "الأزمة العراقية والأزمة السورية" أم أنَّ حليمة ستبقى على عادتها القديمة وأنَّ الرئيس الأميركي ربما يقْطَعْ على نفسه وعوداً كثيرة لكنه لنْ يبرَّ بأيِّ وعد من هذه الوعود المفترضة والدليل هو تراجعه عن كل ما قاله وألزم نفسه به في خطاب مدرج جامعة القاهرة الشهير قبل بضعة أعوام .
 لكن ورغم أن هذا هو الانطباع العام لدى أهل هذه المنطقة, الذين قاسوا الويلات ولا زالوا من السياسات والممارسات الرديئة لإدارة أوباما منذ عام 2011 وحتى الآن, فإن هناك من يسْأل عمَّا إذا كانت زيارة أوباما هذه الآنفة الذكر إلى الـ "بنتاغون" ستؤدي إلى تغييرات جوهرية وأساسية في هذه السياسات وأنَّه سيكون هناك بعد اليوم تعامل جديٌّ, حاسم وحازم مع هذا التنظيم الإرهابي الذي تمكن ليس في غفلةٍ من الزمن وإنما بتآمر "المتآمرين" إقامة دولة نفطية في العراق وسورية استدعت إعلان كل هذا الاستنفار العالمي الذي تجاوز حتى استنفار الحرب العالمية الثانية .
وهكذا وبانتظار ما سيخرج به أوباما من اجتماع هذا اليوم في الـ "بنتاغون" فإن هناك من يذهبون بتصوراتهم بعيداً ويتوقعون أنْ يتخلى الرئيس الأميركي, بعْدِ ما سمعه من كبار جنرالاته العسكريين والأمنيين ومن خبراء وزارة الدفاع الأميركية, عن تردده وميوعة مواقفه ويلجأ بالإضافة إلى القصف الجوي المستمر منذ أكثر من عام إلى "القوات البرية" التي هي الكفيلة بحسم معركة كهذه المعركة التي لا يمكن حسمها بالطيران وحده مهما جرى من حشدٍ له إنْ من خلال التحالف الدولي القائم الآن أوْ من خارجه .
فهل يا ترى ستكون زيارة اليوم (الاثنين) التي سيقوم بها باراك أوباما إلى الـ "بنتاغون" حاسمة وستكون بداية تحولات "دراماتيكية" في الشرق الأوسط كله إن بالنسبة للقضاء على "داعش" وباقي التنظيمات الإرهابية وإن بالنسبة للأزمة السورية ومسألة بقاء بشار الأسد أو رحيله.. وأيضاً إنْ بالنسبة لأوضاع العراق, التي هي أسوأ وأخطر كثيراً من أوضاع سورية, التي أصبحت تقف على مفترق طرق كل واحدٍ منها أخطر من الآخر وأكثر تعقيداً منه .
وحقيقة إنه لا تجوز المراهنة أكثر من اللزوم على زيارة أوباما اليوم إلى الـ "بنتاغون" فتجارب الأعوام السبعة الماضية عودتنا أنَّه لا ثقة بوعود هذا الرئيس الأميركي وبالتالي فإن الحرب على "داعش" قد تتطلب سنوات طويلة والسبب أولاً: أنَّ استخدام القوات البرية بالكثافة والأعداد التي يتصورها البعض غير واردٍ على الإطلاق وثانياً: إن القضاء على هذا التنظيم الإرهابي يتطلب إخراج إيران من العراق مع إنصاف العرب السنة وإعادة كل حقوقهم إليهم ويتطلب أيضاً التخلص من بشار الأسد وبعض نظامه إن ليس كله كما يتطلب كذلك إلزام الروس بالتخلي عن كل هذه السياسات الانتحارية التي يمارسوها في هذا البلد العربي وبالتالي إجبارهم على الرحيل وإخراج وجودهم العسكري من هذه الدولة العربية التي لن تكون إلَّا دولة عربية .