الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "دبلوماسية كيري" وسوريا ما بعد "فيينا"

"دبلوماسية كيري" وسوريا ما بعد "فيينا"

25.11.2015
عبد الله الشمري



اليوم السعودية
الثلاثاء 24/11/2015
فور انتهاء اجتماع فيينا في الخامس عشر من نوفمبر أدلى وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، بتصريحات بالغة الأهمية حول خلاصة مباحثات "فيينا" والتى كانت بمساهمة كبيرة منه قائلاً: "الآن نملك مرحلة حقيقية توفر لنا بعض الإمكانيات والفرص فقبل لقائنا اليوم في فيينا، لم تكن هناك مرحلة سياسية قابلة للحياة.. فلقد توصلنا في اجتماع فيينا إلى اتفاق مشترك على بعض المبادئ، واتفقنا على تطبيقه على أرض الواقع. وهذه الإمكانية لم تكن متوفرة قبل سنوات. لقد توصلنا في فيينا إلى قرار بشأن الانتقال إلى الخطوة القادمة، وحددنا التواريخ والجدول الزمني المطلوب. وتبنت "كل الأطراف" فكرة "وقف إطلاق النار"، وهو تطور مهم جدا... وما نحتاجه اليوم هو "تدشين المرحلة السياسية التي سيدخل معها وقف إطلاق النار حيز التنفيذ" هذه خطوة جبارة، وفي حال نجحنا في هذه المهمة، فإننا سنكون بذلك قد فتحنا الطريق أمام الأمل".
هل يُمكن القول بقرب "الضوء في آخر نفق المأساة السورية" وخاصة إذا تم تنفيذ الاتفاق العام في فيينا حسب آمال السيد "كيري"، وهذا سيعني التالي:
1- في الـ 14 من ديسمبر 2015 ستجتمع "أطراف فيينا" لمراجعة آخر التطورات والتحرك عبر ممثل الأمم المتحدة – ستيفان دي ميستورا - لبدء المفاوضات الرسمية بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة في الأول من يناير 2016.
2- في الـ 14 من مايو 2016، سيدخل وقف إطلاق النار بين النظام السوري وفصائل المعارضة (باستثناء داعش والنصرة) حيز التنفيذ.
3- في المرحلة الأخيرة أي في الـ 14 من مايو 2017، سوف يتم الذهاب إلى انتخابات بدستور جديد، وتحت اشراف الأمم المتحدة، ومن ثم تشكيل حكومة جديدة، على أمل بدء مرحلة ما بعد الحرب.
السؤالان المهمان هما : هل ضمن السيد كيري قبول روسيا وإيران بذلك؟ وهل سيقبل الرئيس بشار الجلوس مع المعارضة على طاولة المفاوضات؟.
الإجابة الأولى جاءت من وزير الخارجية الإيراني عبر مقال له في صحيفة السفير بعنوان "سبل الخروج من الأزمة السورية" إذ قال: "الأزمة السورية دخلت مساراً جديداً بعد اجتماع فيينا (2)، ولاحت لأول مرة في الأفق بوادر أمل- ولو ضعيفة -لوضع نهاية للمأساة في سوريا" .. أما الإجابة الثانية فجاءت على لسان الرئيس السوري أثناء حديثه لمحطة "فينيكس" الصيني بقوله: نحتاج"لفترة أقصاها سنتان لتنفيذ كل شيء"، وما يتضمن ذلك من وضع دستور وإجراء استفتاء" ثم قوله: "من حقي الترشح لدورة رئاسية جديدة، لكن "من المبكر جدا القول، أنني سأترشح أو لا فهذا يعتمد على إذا ما كان الشعب السوري يريدني أو لا .. خلال السنوات القليلة المقبلة".
وإذا أخذنا بعين الاعتبار قاعدة "حارب بالسلاح وفاوض على السلام في نفس الوقت" والتي يتم العمل بها في سوريا وخاصة بعد التدخل الروسي، فإن هناك احتمال أن يزيد بحر الدماء السوري حتى تاريخ الـ16 من مايو 2016 بسبب استعجال كل طرف لتعديل ميزان القوى العسكرية لصالحه، وهذا سيعني أن هناك احتمالاً كبيراً بأن تتغير الخارطة العسكرية على الارض السورية حتى مايو 2016 مما سيعني تغيير موازين القوى على الأرض.
السيد "كيري" وزير خارجية عنيد جدا ومليء بالحماس والنشاط والأمل. ومن الواضح أنه التقط خيوطاً ما في "فيينا"، ليدشن خطوات عملية باتجاه إنهاء الحرب في سوريا وسيكون الأمر رائعاً فيما لو نجحت "دبلوماسية كيري" هذه المرة..
ولكن ماذا إذا ما فشلت؟ وهو الاحتمال الأكثر ترجيحا حتى الآن!