الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دخلت أميركا حرب سوريا

دخلت أميركا حرب سوريا

15.06.2013
طارق مصاروة

الرأي الاردنية
السبت 15/6/2013
لم ينشر تأييد الرئيس الأسبق كلينتون لما يدعو له السيناتور الجمهوري ماكين، إلا في صحيفة رئيسية واحدة (نيويورك تايمز)، فماكين وخلال وجوده هنا على شاطئ البحر الميت كان يدعو الى تسليح المعارضة السورية، وفرض حظر جوي على سوريا.
وللرئيس كلينتون موقع مهم في السياسات الاميركية الخارجية، وخاصة في اوساط الحزب الديمقراطي لان عهده كان اخر عهد للرخاء الاقتصادي الاميركي، ولانه على الصعيد الدولي انهى ازمة كوزمرفا، وانهى عقدة علاقات الانكليز البروتستانت بالارلنديين الكاثوليك، واوصل الفلسطينيين والاردنيين والاسرائيليين الى السلام وحاول في واي ريفر حل مشكل الجولان بين سوريا واسرائيل.
الرئيس كلينتون وافق السيناتور الجمهوري ماكين وجهة نظره في تسليح المعارضة وفرض الحظر الجوي، ويبدو ان الرئيس اوباما الكثير التردد وجد في موقف كلينتون دافعا للخروج من الدائرة القاتلة، فأقر تسليح المعارضة وترك لاجتماع الثمانية الكبار القادم فرصة التباحث مع الرئيس بوتين، ومع الحلفاء لتقرير فرض الحظر الجوي من عدمه.
هذا المدخل الحاسم في تطور الاحداث المحيطة بسوريا سيدخل الحرب في دائرة الجد، فبعد القصير، وتورط حزب الله وايران وعصائب الحق العراقية في الحرب اصبح واضحا ان العالم لن يقبل حربا شيعية – سنية تجعل من سوريا منصة لتأزيم الوضع في كل من لبنان والعراق، ثم ان اضعاف المعارضة السورية بهذا التراجع الاميركي والغربي الفاجع، لن يتيح أي فرصة لنجاح جنيف-2 وهو التوليفة التي وضعها الروس والاميركيون لحل سياسي لحرب سورية داخلية، توليفة وضع الطرفين على مائدة المفاوضات، فلماذا توافق المعارضة على جنيف-2 اذا وصلت الى حالتها الراهنة من الضعف العسكري، وشعورها بان روسيا وايران استفردتها وتوشك القضاء عليها؟
لقد تهرّب الاميركيون واوروبا من الوقوف الى جانب المعارضة بعد اشهر من التأييد الكلامي وشن الحملات الدعائية المعادية لنظام الاسد وكان التهرب بحجة انقسام المعارضة او بحجة دور المجموعات «الارهابية» في الثورة وكان الكلام منذ البداية سخيفا، فالمعارضة ليست حزبا واحدا ولم تزعم ابدا انها كذلك، فالنظام الديكتاتوري لا يسمح لوجود معارضة في الاساس فكيف نطلب من الشعب السوري ان يكون واحدا في المعارضة، وهو لم يعط الفرصة؟ ثم كيف تستطيع المعارضة المدنية ان تمنع عناصر متطرفة من التسلل عبر حدود فشل النظام في حمايتها، خاصة وأن هذه العناصر تنظمت وتدربت وتسلحت بمباركة النظام ايام كان المطلوب منها العمل في العراق او في مخيم البارد في شمال لبنان؟
المراقب يشعر الان ان الولايات المتحدة واوروبا ستدخل الحرب في سوريا بعد ان فشل العرب في احتوائها، ووضع حلول قومية لها. وان المعارضة لن تكون محبطة، وان الكارثة الدموية ستنتهي الى حسم المعركة.