الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دراما "جنيف-2"

دراما "جنيف-2"

25.01.2014
صحيفة إندبندنت البريطانية


البيان
الجمعة 24/1/2014   
لم تكن هنالك أي فرصة، على الإطلاق، لإجراء محادثات مؤتمر "جنيف-2" من دون أحداث درامية في اللحظة الأخيرة، وهذا، طبعاً، ما قد حدث. ويعتبر بعض التصرفات مواقف متوقعة، إلا أن التصرف الأخير، وهو قرار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بسحب دعوة إيران للمشاركة، له أهمية بالغة.
لقد كانت مشاركة طهران مهمة للتوصل لاتفاق سلام في المستقبل، غير أن سحب الأمين العام للأمم المتحدة للدعوة في اليوم نفسه الذي وجهها خلاله، يعتبر مسألة غير متوقعة، وذلك في أعقاب تهديد بمقاطعة الائتلاف السوري المعارض المشاركة في المؤتمر، وضغط من أميركا.
لقد ظهرت تعبيرات عن الدهشة في العواصم الغربية من الدعوة الأولية لإيران، وتكمن الفكرة في أن 30 من المشاركين الدوليين، اتفقوا جميعهم في السلسلة الأولى من محادثات سوريا، وهي "جنيف-1"، على أن تكون المناقشات حول تشكيل حكومة انتقالية من دون الرئيس السوري بشار الأسد، وإيران لم توافق على ذلك. ورغم ذلك، كانت وجهة نظر الأمم المتحدة أنه ينبغي أن يكون لطهران مكان على الطاولة، ولقد أجريت محادثات بين مسؤولين أميركيين ومسؤولين في الأمم المتحدة مؤخراً، بشأن هذه المسألة.
لقد كان هنالك إقرار، لبعض الوقت، من جانب الدول الغربية التي تدعم الائتلاف السوري المعارض، بأن نفوذ إيران ضروري لإنهاء العنف. ولقد شدد وزير خارجية إحدى القوى الأوروبية الرئيسة، في أحد الاجتماعات، على أن إيران ستلعب دوراً في المحادثات السورية، إن لم يكن في أساس إعلان مؤتمر جنيف-1، ففي نواحٍ أخرى.
وأشار دبلوماسي بريطاني رفيع المستوى، إلى أنه رغم أن روسيا كان لها الدور الرئيس في تنظيم المحادثات، فقد لعبت إيران دوراً بناءً منذ تولي الرئيس الإيراني حسن روحاني، السلطة.
لقد جرى الكثير في الكواليس، فقد ذهبت وكالات الاستخبارات الغربية إلى دمشق لإجراء اتصالات مع نظام الرئيس الأسد، بشأن الأسرى الذين يحتجزهم، فضلاً عن تهديدات الجماعات المتشددة بشكل عام. وفي الوقت ذاته، التقى مسؤولو نظام الأسد مسؤولين من الغرب، في مواقع محايدة، لمناقشة نسق الحياة بعد تنحي الرئيس الأسد، حيث هنالك حرص على تفادي ما حدث في العراق بعد الغزو الأميركي عندما تم تفكيك القوات الأمنية.
لدى مؤتمر جنيف-2 إطار عمل لإيجاد اتفاقيات لإنهاء سفك الدماء الفظيع في نهاية المطاف. وحتى لو تم تأخير ذلك الآن، فينبغي التوصل إلى اتفاق سلامٍ طويل الأمد، وأن يبرم بالمشاركة الإيرانية. ويبدو أنه لهذا السبب وجّه الأمين العام للأمم المتحدة دعوةً لطهران، ولكن بشكل مبكر قليلاً.