الرئيسة \  واحة اللقاء  \  درباس: الأزمة السورية نكبة عربية أوغلو لمؤتمر للاجئين السوريّين في طرابلس

درباس: الأزمة السورية نكبة عربية أوغلو لمؤتمر للاجئين السوريّين في طرابلس

10.05.2014
خليل فليحان


النهار
الجمعة 9/5/2014
شارك لبنان في المؤتمر الدولي للاجئين السوريين، بشخص وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس يوم الأحد الماضي في الأردن، في جلسة واحدة عقدت في مخيم الزعتري. واتفقت الدول الأربع المشاركة: لبنان والأردن والعراق وتركيا على أن السبيل الوحيد لتقليل تدفق اللاجئين السوريين هو توسيع نطاق المساعدات داخل سوريا تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة الصادر في شباطـ، والذي طالب بايصال المساعدات للمحتاجين بسرعة ومن دون عرقلة. وشارك في الجلسة المطولة المفوّض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتييريس الذي ذكر أن أعداد اللاجئين بلغت ثلاثة ملايين خارج سوريا، 6,5 ملايين داخل سوريا وثلاثة ملايين ليست لديهم وسيلة تذكر للحصول على مساعدات إنسانية.
 
وكانت لدرباس مداخلة فعلت فعلها لدى الوزراء المشاركين ولدى غوتييريس، بحيث تضامنوا معه في ما أثاره من قضايا عن انعكاسات الأزمة السورية على الوضع الداخلي في لبنان، ووافقوا على اقتراحه عقد المؤتمر المقبل في لبنان. وتدخل وزير خارجية تركيا داود أوغلو وأيد انعقاده في طرابلس بعدما عاد الهدوء الى ربوعها.
وتنقل "النهار" عناوين مداخلة درباس، اذ خاطب المجتمعين: "حذار، هذه بلاد ما بين النهرين التي صدّرت الحضارة، حذار أن تتحوّل الى بلاد ما بين الشرين: شر الإرهاب وشرّ الإهمال الدولي".
وقال: "نحن نعيش مصائب تأتينا بسرعة الصاروخ ومساعدات على سلحفاة لم تؤمر بعد بالانطلاق".
وخالف العنوان الذي أعطي للمؤتمر، فجزم: "أكدت ووافقوا معي على أن المؤتمر لا ينبغي أن يتناول أزمة اللاجئين كمسألة إنسانية بحتة، بل كقضية إقليمية تهدد الواقع الدولي بالخطر الشديد إذا ما أصبحت الفوضى هي القانون السائد".
وأضاف: "قلت لهم إن المجتمع الدولي يمدنا بالشاش والقطن لمسح الدماء السائلة، ولا يبادر الى إرسال زجاجة دم أو طبيب يوقف النزف. أكدنا أن لبنان لا يستطيع أن يتحمل الآثار ولا تخدعه معالجة الآثار، خصوصاً أن الاقتصاد اللبناني قد تضرر في السنتين الأخيرتين بما لا يقل عن سبعة مليارات و500 مليون دولار أميركي، وهذا إحصاء أجراه البنك الدولي للتعاون مع الحكومة.
ان لبنان، هذه الدولة الصغيرة الكثيفة السكان، لا تستطيع تحمل ثلث عدد سكانها كضيوف في بنى تحتية واجتماعية وسياسية ضعيفة".
وختم: "المسألة ليست مسألة إنسانية، إنما سياسية. وإنها ليست مسألة لبنانية – سورية أو أردنية – سورية، أو عراقية – سورية، ولكنها مسألة عربية، ويقتضي على الدول العربية المجتمعة في هذا المؤتمر أن تضع ورقة عمل. هي نكبة عربية تعرض على المجتمع العربي لكي يتحمل مسؤوليته ليس بالنقود فقط، بل بالتضامن السياسي والقومي والذهاب معاً الى المجتمع الدولي لوضع حد لهذه المجزرة.
وأكد ضرورة إقامة مراكز استقبال للاجئين السوريين في المناطق الآمنة في سوريا أو في المساحات الفاصلة بين لبنان وسوريا، "لان الخلايا اللبنانية قد انتفخت وتورّمت الى حد خطر الموت".
وأعرب عن خشيته أن يكون الاهتمام الدولي قد تركز في الوقت الحاضر على الأزمة الأوكرانية بعد سقوط عدد من الضحايا، فيما الصراع الدموي في سوريا بلغت نتائجه أكثر من مئة ألف قتيل وملايين النازحين الى خارجها والى داخلها في المناطق التي لم تشهد قتالاً.
لم يفاجأ المسؤولون بنتائج المؤتمر والبرودة التي يتعامل بها بعض الدول العربية والاجنبية التي تبدي حماسة لمساعدة اللاجئين والمبالغ الفعلية التي تسدد دون المطلوب، في وقت يزداد فيه تدفق اللاجئين الى الاراضي اللبنانية.