الرئيسة \  واحة اللقاء  \  درعا ليست "حدوداً آمنة" وحوران ليست مجالاً حيوياً!

درعا ليست "حدوداً آمنة" وحوران ليست مجالاً حيوياً!

02.03.2016
طارق مصاروة



الرأي الاردنية
الثلاثاء 1/3/2016
لم تكن درعا "حدودنا الآمنة" في اي وقت، ولم تكن حوران "مجالنا الجوي" كما عرف الالمان الـ "Weital Roum" وانما كانت درعا وحوران منصة عدوان علينا، سواء في فرض عقوبات اغلاق الحدود او الأجواء، او في حشد عسكري تجاوز الفرقة بحساباتها اللوجستية، او بالاقتحام العسكري لثلاثة ألوية مدرعة والوصول الى مثلث اربد في عملية "تحرير".. عام 1970.
والآن، وحتى مع انهيار النظام في دمشق، فان على خرائطنا ما تزال ارضاً اردنية "محتلة" على الجانب السوري، وما تزال سوريا تسيطر على حصتنا من مياه نهر اليرموك بـ 46 سداً، وثلاثة آلاف بئر ارتوازي على حاجب النهر الحدودي.
ان تصورات دور عسكري اردني في جنوب سوريا ليست من اولوياتنا الامنية، ولعل الأٌقرب هو الرهان على نظام سوري ديمقراطي يخلّص سوريا ويخلصنا من الأنظمة الديكتاتورية التي كانت تزج بالجيش السوري، في مغامراتها السياسية في لبنان، وفي الاردن، وفي العراق – حشد حفر الباطن – الى جانب القوات المخابراتية التي حكمت لبنان اكثر من عقدين، كانت فيهما تتحكم بانتخاب رئيس الجمهورية، وتعين رئيس الوزراء، وترتب الانتخابات النيابية.. رغم المقاطعة الشعبية لها في نصف الدوائر الانتخابية.
نريد نظاماً سورياً ديمقراطياً بجوار طيّب لا نتدخل من حدوده بالشأن السوري، ولا يتدخل من حدودنا الى الشأن الاردني: لا علاقات تهديد ولا علاقات بوس، بالطريقة التي استمرت منذ أول انقلاب عسكري في دمشق، وحتى انهيار آخر انقلاب عسكري زمن بشار الأسد، وكنا نناكف عبدالحليم خدام حين يعرفنا بأننا "الجنوب السوري".. بالقول انكم على اي حال الشمال السوري بالقول انكم على أي حال الشمال السوري فنحن نرفض ان نكون امتداداً لنظام دمشق، ولكننا في الوقت ذاته نفخر بموقعنا الجغرافي والقومي كجزء من سوريا التي كانت مرة موحدة بالملك الهاشمي فيصل بن الحسين.
والخلاصة.. اننا لا نخشى التفاعلات السلبية للأزمة السورية ولا نملك ان نغيرها بقوتنا العسكرية التي أُعدت لدور قومي يتجاوز الديكتاتوريا، والمذهبيات والعنصريات.
فهذا الجيش العربي ليس جيش بلطجية لأن النظام السياسي لا يتعامل بالبلطجة، والحرب ليست مبدأ في تكوين الدولة الاردنية، مع ان هذا الجيش العربي حارب في العراق وسوريا وفلسطين، وتحارب وحداته التي تحمل القبعات الزرقاء الأممية من اجل السلام والاستقرار في بلدان عديدة من هذا العالم.