الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دعم المعارضة يُعيد التوازن إلى الوضع السوري

دعم المعارضة يُعيد التوازن إلى الوضع السوري

19.10.2015
ثريا شاهين



المستقبل
الاحد 18/10/2015
هناك انزعاج أميركي من التدخّل العسكري الروسي في سوريا. لكن في المقابل لا يقوم الأميركيون بأي فعل جدّي لدعم المعارضة وفقاً لمصادر ديبلوماسية مطلعة.
وتفيد هذه المصادر أنّ الإدارة الأميركية أوقفت تدريب المعارضة السورية، بعدما تبيّن لها أنّ هذا البرنامج لم يعطِ ثماراً. وبدأت الطائرات الأميركية عوضاً عن ذلك، بإلقاء الاسلحة من الجو للمعارضة، وذلك بقيمة الأموال التي كانت مخصّصة للتدريب. وأداء المعارضة على الأرض، سيُظهر في المرحلة المقبلة، وما بعد التدخّل العسكري الروسي، ما إذا كان هذا السلاح أقوى من السلاح المُعطى سابقاً وذات فاعلية ضدّ الطيران. مع الإشارة إلى انّ اجتماعات أميركية روسية عسكرية لا تزال تعقد، من أجل تنسيق الجو السوري في ما بينهما، ولمنع أي اصطدام في الأجواء السورية كون واشنطن تقلق من حصول أي اصطدام، وترى ضرورة إيجاد طريقة تحول دون ذلك، ولعل في أساسها أن يتعرّف الطيران الأميركي والروسي إلى بعضهما.
في هذا الوقت، تكوّنت قناعة لدى الأوروبيين، بأنّه من الصعب بعد التدخّل الروسي أن يسقط الرئيس السوري بشار الأسد، أو على الأقل هم يقبلون باستمراره في المرحلة الانتقالية، ومستعدون لذلك، لكن لا يستطيع أحد أن يضمن أنه سيخرج من السلطة بعد المرحلة الانتقالية، وبالتالي، الأوروبيون يريدون البحث بحل سياسي، لكن أي طرف لا يمكنه الجزم بتفاصيل هذا الحل، وما إذا كان الروس ومعهم النظام سيقبلون به أم أنهما سيستمران في السعي لانتصارات على الارض، إلى أن يحين حسب رأيهما موعد قبولهما بالبحث عن حل يناسبهما.
لذلك بدأ الطرفان، الروسي والنظام، بهجمات لاستعادة مناطق كانت المعارضة قد استولت عليها. وكل ذلك، بغية تقوية المواقف قبل بدء التفاوض، كل الحلول المطروحة حتى الآن باتت في خطر، لا بل في مهب الريح.
الموفد الدولي لحل الأزمة السورية ستيفان دي ميستورا زار موسكو الثلاثاء الماضي، وسيزور واشنطن قريباً، وهو يواجه معضلة كبيرة، لا سيما بعد إعلان المعارضة انها لن تشارك في مجموعات العمل الأربع التي دعا إلى إنشائها والتي كان يتوقع أن تلتئم في تشرين الأول الجاري. وبحسب المصادر، يريد دي ميستورا التأكد، من كل من واشنطن وموسكو، من أنهما مستمران في دعمه ودعم خطته، ومهمته، ام أنهما اوقفا هذا الدعم. إذ انه يريد أن يرى ماذا سيفعل في ظل ما يتبين ان موسكو جاءت إلى سوريا عسكرياً لضرب المعارضة لصالح النظام. ثم ان ذلك أدى إلى موقف المعارضة هذا من المشاركة في مجموعات العمل، ما يعني ان كل فكرته وخطته باءتا بالفشل وتوقفتا عملياً. وبالتالي، يريد أن يعيد تقويم تحركه ومهمته ودوره وما إذا كان ذلك مطلوباً أم لم يعد الوضع السوري في حاجة لذلك.
التعويل الدولي الآن هو على أنه يجب على المعارضة أن تجد طريقها للصمود، وان تعيد ما خسرته، وإن لم تتمكن من إعادته، ان لا تخسر كثيراً. بحيث يمكن في مرحلة لاحقة ان تقلب الوضع مجدداً، إذا ما حصلت على مساعدات نوعية، وتغيّرت ظروف عديدة. وعلى الرغم من الدور الروسي، فإن الخليج وفرنسا لا يقبلان بوجود الأسد في المرحلة الانتقالية.
وفي هذا الاطار، جاءت المشاورات السعودية التركية والتي أكدت دعم المعارضة. المصادر تشير الى ان الدول الداعمة للمعارضة لن تقبل بهزيمتها وان مباحثات جارية على اعلى المستويات لهذه الغاية، ولاسيما اذا كان هناك تخل عنها، وهذا لن يحصل، فإنّ الموازين ستتغير. لذلك لن يتراجع أي طرف عن دعمها، وإذا صمدت المعارضة من جراء المساعدات النوعية التي يجب ان تقدم إليها، فإنّها تستطيع أن توفر توازناً في الوضع على الأرض. مع الاشارة الى ان الروس لا يمكنهم البقاء طويلاً على هذا النحو في سوريا، ولن يستطيع أيضاً النظام السيطرة على كامل سوريا مهما تلقى من دعم. الدعم يعزز وجوده من دمشق الى المنطقة العلوية بعدما استطاعت المعارضة ان تسيطر على ادلب وحماه. وبالتالي قد يتوفر للنظام موقع أقوى في التفاوض، مع أن الروس والنظام لا يريدان التفاوض الآن، بل عندما يحققان تغييراً على الأرض.
والسؤال المطروح كيف سيكون مسار التطورات السورية، وهل ستبقى وثيقة جنيف هدفاً يعمل له الجميع؟ في السابق وعندما كان النظام يخسر، لم يخض تفاوضاً جدياً حولها. وكان هناك خلاف أميركي روسي حول تفسيرها. الأميركيون فسروها انها هيئة حكم انتقالية والاسد غير موجود فيها، ويبقى لكل فريق وضع فيتو على الأسماء للفريق الآخر، معولين على فيتو المعارضة على الأسد. أما الروس فاعتبروا ان أحداً لم يأتِ على ذكر الاسد وهو سيبقى. في الوثيقة خلل عضوي مع ان كوفي أنان سلف دي ميستورا قال في مسودة وثيقة جنيف انها من دون الأسد، ولم يقبل بها الروس، وبقيت عقدة الأسد.