الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دعوة الى وليمة "القاعدة"

دعوة الى وليمة "القاعدة"

27.10.2013
سميح صعب


النهار
السبت 26/10/2013
لا تشذ سوريا عن قاعدة تلقي صدى التحولات الكبرى في المنطقة، فللمرة الاولى منذ نشوب الازمة قبل اكثر من سنتين ونصف سنة يحصل هذا التباعد في المواقف بين واشنطن والمعارضة السورية في الخارج سواء الممثلة بالائتلاف الوطني او المجلس الوطني. ليس هذا فحسب، بل ان التباعد يشمل ايضا واشنطن والدول الاقليمية التي تولت دعم المعارضة السورية خلال المرحلة السابقة.
وينطلق التباعد من نقطة جوهرية تتعلق بطريقة حسم الحرب الدائرة. فالولايات المتحدة توافقت مع روسيا على ان تكون المفاوضات الوسيلة الفضلى لانهاء نزاع بدأ يتخذ في بعض جوانبه الطابع الطائفي وبدأت نيرانه تمتد الى العراق ولبنان. وكانت التسوية الكيميائية مدخلا لاعادة طرح واشنطن وموسكو موضوع انعقاد مؤتمر جنيف - 2 وايفاد الاخضر الابرهيمي الى المنطقة للبحث في امكان تحديد موعد للمؤتمر بحلول النصف الثاني من تشرين الثاني.
ومع الالحاح الاميركي - الروسي على ضرورة ايجاد حل تفاوضي في سوريا، خفتت بوضوح لهجة الغرب في المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الاسد، شرطا مسبقا او نتيجة نهائية لمؤتمر جنيف -2.
وهنا وجدت المعارضة السورية والدول الداعمة لها نفسها وكأنها تخسر الحرب التي قامت على اساس تغيير النظام في سوريا، اكثر منها من اجل نزع الأسلحة الكيميائية او ايجاد تسوية لتقاسم السلطة بين النظام ومعارضيه. ولا يعتبر هذا الطرف نفسه معنيا بأي حل في سوريا لا ينتهي بتغيير النظام على قاعدة ما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن. ولا تبدو المعارضة السورية وداعميها معنيين بالاضرار المصاحبة لعملية اسقاط النظام، مثل استمرار الحرب وسقوط المزيد من الضحايا وتدمير ما تبقى من سوريا وامتداد النزاع الى العراق ولبنان. ولان هؤلاء يخشون ان يسفر الدخول في اي عملية سياسية عن بقاء النظام، فانهم يرفضون التفاوض او يشترطون للقبول بجنيف - 2 ان يبدأ المؤتمر تحت شعار الحوار من اجل اسقاط النظام وليس على قاعدة التوصل الى تسوية تنهي الحرب اولا.
واللوم الاساسي الذي توجهه المعارضة والدول الداعمة لها الى واشنطن، يكمن في عتب كبير لأن ادارة باراك اوباما ترددت في استخدام القوة لحسم الصراع في سوريا لمصلحة المعارضة، بصرف النظر عن وجود بديل فعلي ومتماسك من النظام غير تنظيم "القاعدة". ونظرا الى هذا الافتراق اليوم في النظرة الى الحرب في سوريا وتوصيفاتها، يحصل التناقض بين واشنطن والمعارضة السورية ودول الخليج العربية. وامام تناقض كهذا حيال سوريا، من الطبيعي ان يكون هناك خلاف على ايران والعراق ومصر وغيرها من الملفات الساخنة.