الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دلالات مقلقة في انتخابات سوريا

دلالات مقلقة في انتخابات سوريا

01.05.2014
رأي البيان


البيان
الاربعاء 30/4/2014
    لم يكن إعلان ترشح الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية السورية بالأمر المفاجئ، فالتطورات التي تشهدها سوريا منذ ثلاث سنوات واستعصاء الحل السياسي لا يجعل فيها مجالاً لأي مفاجأة سياسية إلا في حال اقتصر الترشح على الأسماء الستة الأولى من المتقدمين لانتخابات الرئاسة السورية.
وتحمل هذه الانتخابات دلالات خطيرة وفريدة من نوعها، فللمرة الأولى من المتوقع أن يصوت أقل من نصف عدد سكان سوريا من الذين يحق لهم التصويت، كما ان اللاجئين في دول الجوار لا يحق لهم الإدلاء بصوتهم وفق قانون أصدرته السلطات في دمشق بذريعة خروجهم غير الشرعي من سوريا.
 بالتالي، لدينا واقع جديد قد يقود في فترة لاحقة إلى توضيح المسكوت عنه في الحل السوري، فهذه الانتخابات ستوضح حدود نفوذ النظام في دمشق، والمناطق التي يسيطر عليها، والبيئة القادرة على التصويت من الناحية الأمنية، فليست كل منطقة تتواجد فيها قوات النظام قادرة على المشاركة في الانتخابات التي لا يختلف إثنان على نتيجتها سلفاً.
لن يشارك المواطنون السوريون في المحافظات الشمالية والشرقية في التصويت في الاستحقاق الرئاسي، وكذلك مناطق واسعة في وسط وجنوب سوريا. من هنا تأتي دلالة الخطورة والمغامرة في إجراء هذه الانتخابات في مثل هذه الأجواء والظروف، وتفتح الباب أمام أسئلة مقلقة: من النصف الآخر من سوريا؟.
هل هي انتخابات كاملة الأركان؟. هل هناك شرعية لأي استحقاق انتخابي يكون بغياب أكثر من نصف السكان عنه بسبب عدم تأمين مأوى للاجئين واضطرارهم إلى اختراق الحدود مع دول الجوار؟.
هناك العديد من الأسئلة التي تفرض نفسها في سياق الانتخابات المقبلة، وكثير من المخاوف حول ما إذا كان حدود جغرافيا التصويت هي أيضاً حدود لنفوذ قد يصبح ثابتاً، فيما مناطق خارج التصويت هي أيضاً بمثابة خط فاصل بين أكثر من كيان سياسي.
أسئلة مخيفة يتركها الإصرار على المضي قدماً في هذه الانتخابات على الرغم من الدلالات غير المطمئنة لمستقبل سوريا التي نعرفها.