الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دمشق تشتري الوقت والمعارضة لا تمانع

دمشق تشتري الوقت والمعارضة لا تمانع

25.04.2016
ماهر ابو طير


الدستور
الاحد 24-4-2016
تتورط المعارضة السورية في لعبة شراء الوقت من جانب دمشق الرسمية، وسلسلة الحلفاء الداعمين، لكنه تورط لامفر منه، اذ تريد المعارضة ان تثبت نيتها بالوصول الى تسوية سليمة، وهي ايضا، تريد ان تتجاوب مع ضغوطات مموليها وداعميها، الذين يديرون وجودها، سياسيا، وميدانيا.
ضغوطات تصب -ايضا- في اطار تلبية الدعوات للتسوية السياسية مع النظام، خصوصا، مع عمليات التجميل التي تجري للنظام ولبعض الفصائل المقاتلة ميدانيا لقبولها سياسيا.
بعد كل الفشل الذي رأيناه في جنيف، وغيرها من مواقع لمفاوضات واتفاقات، يتنزل السؤال حول جنيف جديدة، ولقاءات اخرى سوف تعقد في نيويورك، وكل هذا يمنح الوقت لدمشق الرسمية، على الارض، من اجل قلب المعادلات، خصوصا، وعين النظام تقدح شررا على حلب، وبقية المواقع المتمردة.
كل الخبراء يسألون السؤال الاخطر، عما سيفعله العالم، اذا تواصل فشل كل اللقاءات من اجل تسوية سياسية، وهو سؤال معروف الاجابة مسبقا، فالنظام لن يسمح للمعارضة بأن تحكم سورية، ولن يسمح بأي تغييرات على بنية النظام الامنية والعسكرية، وبالتالي فالكلام عن تسوية سياسية مجرد اعادة انتاج للازمة السورية، ومضيعة للوقت، واشغال للعالم، بملف محسومة نتائجه سلفا.
لا يمكن للازمة السورية ان تدخل عاما سابعا وثامنا، وهكذا تتوالى السنون، على بلد تم تدمير كل بنيته، لكننا نؤشر هنا، على انه مقابل خروقات والعاب النظام، هناك تورط غير مقصود في هذه اللعبة من جانب المعارضة، التي تم استدراجها للتفاوض، وهي تعرف مسبقا ان شروطها مرتفعة السقف، وتدرك ايضا، ان النظام يحتقرها ولن يقبل التعامل معها فعليا، ولا منحها اي مساحة سياسية داخل سورية، فلماذا تواصل المعارضة التورط في هذا الدور، ومن مباحثات الى مباحثات؟!.
انسحاب المعارضة السورية من جنيف، تعبير مؤقت، وهو غير كاف، ولابد ان تعلن المعارضة السورية موقفا واضحا نهائيا، بدلا من تورطها في لعبة شراء الوقت، التي يريدها النظام، بحيث تساعد المعارضة النظام من حيث لاتحتسب، فأما تعلن فشلها الكلي وتصالح النظام وتغلق هذا الملف بكل خسائره، اذا تمكنت من التخلص من أسر الداعمين، واما تعلن فشل التسوية السياسية، حصراً، وتضع العالم امام مسؤولياته.
بدون ذلك سوف تبقى المعارضة السبب الاضافي في معاناة الشعب السوري، كون دورها تحول الى مجرد دور تكميلي في المشهد، بل بات دورا يمنح العالم شرعية رفع يده عن الملف السوري، باعتبار ان هناك طرفين يتفاوضان ولا بد من منحهما الوقت الكافي، وهي صيغة تعني ان المعارضة من حيث لاتريد تتسبب بمزيد من معاناة السوريين، جراء جدولة الازمة السورية، والتورط في ثنائية التفاوض.