الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دمشق لـ"المالكي".. الرسالة "وصلت"

دمشق لـ"المالكي".. الرسالة "وصلت"

30.04.2014
الوطن السعودية


الثلاثاء 29/4/2014
لم تمض ساعة أو أقل، على وصف رئيس الوزراء العراقي مناهضي "حليفه الجديد"، بـ"الفقاعة"، إلا وقصفت طائراته المقاتلة ما قيل إنه رتل للوقود، قادم من سورية لتغذية "داعش" في العراق. هذا من حيث المنطق مقبول نوعا ما. وبعد أقل من يوم، يضع بشار الأسد رغبته في التمسك بالسلطة على طاولة مجلس الشعب السوري، الذي لا يملك من الأمر ما يمكن أن يقدم أو يؤخر، أكثر من التصفيق، وترديد الشعارات.
ما يمكن وضعه من حيث المبدأ في خانة "المعقول" أيضا، الاصطفاف الانتخابي، والتوافق بين حكومتي دمشق وبغداد في آن واحد، باعتبار عاصمة الرشيد باتت "صندوق بريد"، لإيصال أوامر وتوجيهات طهران للأسد في سورية. قبل ذلك اصطف الطرفان فيما يصفانه بـ"محاربة الإرهاب"، أي مواجهة "داعش"، وهو ما تصوره العاصمتان عدوا مشتركا، وتناستا أن التنظيم في الأساس، من صناعتهما دون أدنى شك.
الحديث عن اصطفاف النظامين بحاجة لمساحة أكبر. بأقل الأحوال، ما يمكن الحديث عنه من أشكاله، بعد العداء بين العاصمتين، هو محاربة أبناء الشعبين "السوري والعراقي" ببنادق ما يسمى بـ"الإرهاب"، بالإضافة إلى تحويل الرجلين – أي المالكي والأسد – دم الشعبين كدعاية انتخابية، للتمسك بالسلطة وتصفية الخصوم، بصرف النظر عن الفشل في إدارة أبسط من دولة، بمفهوم الدولة.
التطابق في التجربتين، "المالكية والأسدية"، من حيث التمسك بالسلطة، والتغني بالديموقراطية، وتصوير الإرهاب كشماعة، ومواجهة الشعوب ببندقية "صنيعتهما" من أجل خلق شعور بالخوف، ما عادت تنطلي على الرأي العام العربي الذي يبدو أكثر نضجا من سابق العهد.
لا يعني وضع العراق كصندوق بريد للحليف في دمشق، عدم قناعة الساعي في إيصال الرسائل بما تحويه تلك الصناديق. بتدقيق بسيط، النظامان هما الأكثر دموية ومخادعة وتمسكا بالسلطة في التاريخ الحالي على أقل تقدير.
على العرب الاعتراف حتميا، بتنافس نظامي دمشق، وبغداد في جوهر مهم، هو خلع الرداء العربي عن "دمشق العروبة"، و"بغداد الكرامة"، ورمي العاصمتين في حضن طهران بكل المقاييس. الأول في هذه الحالة سبق الأخير، والأخير بلغ نقطة الوصول قبل الآخر. كيف لا.. والحضن لكلتا الحالتين طهران.