دور حزب الله في الحرب الأهلية السورية يزيد من التوتر الطائفي في لبنان

واشنطن بوست 27-4-2013
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
بدأت الجماعات اللبنانية المتناحرة سياسيا بلعب دور أكثر علانية في الحرب الأهلية السورية, جاعلة سياسة النأي بالنفس الرسمية اللبنانية المعلنة التي استمرت لعامين في مهب الريح مما يهدد الاستقرار الهش في هذا البلد العربي.
في حين أن حزب الله السياسي والعسكري لم يقر بدوره في القتال الدائر في الجوار, ولكن المتمردين السوريين و المحللين السياسيين المقربين من الجماعة الشيعية, الحليف القديم للرئيس السوري بشار الأسد, يقولون إنه صعد من عملياته داخل سوريا في الأسابيع الأخيرة, حيث يقوم بعمليات استعراض للقوة وقوة نارية من أجل استعادة السيطرة على المنطقة الحدودية الإستراتيجية من المتمردين.
وقد أثار هذا التسارع رد فعل عنيف من قبل معارضي حزب الله السنة داخل لبنان, الذين لا زالوا يحافظون على حيادهم النسبي لحد الآن. نهاية الأسبوع الحالي, دعا اثنان من رجال الدين البارزين أتباعهم السنة للتوجه إلى سوريا لقتال حزب الله علنا بالنيابة عن المتمردين السنة. أحدهم, وهو أحمد الأسير, قال إن دعوته للجهاد حفزت فعلا طاقة التطوع لدى المئات من الشبان.
الحرب الأهلية الطائفية في سوريا بدأ صداها بالتصاعد بقوة في لبنان المنقسمة دينيا, حيث يشكل المسلمون فيها 60% من عدد السكان وهم مقسومون ما بين سنة وشيعة. ولكن المحللين السياسيين يقولون إن تورط المجموعات اللبنانية المعارضة المتنامي في الصراع الدائر في الجوار أدى إلى ارتفاع التوتر الخطير الذي تحول إلى مواجهات طائفية العام الماضي. في الأسابيع الأخيرة, قصف المتمردون السوريون بقصد منطقة الهرمل, و هي مدينة لبنانية تقع على الحدود مع سوريا قرب القصير, حيث تعتبر الهرمل من معاقل حزب الله القوية.
يقول محمد عبيد وهو محلل سياسي شيعي مقرب من حزب الله, مرددا ما أصبح سائدا بين اللبنانيين, أن سياسية النأي بالنفس اللبنانية الرسمية تجاه الحرب السورية لم يعد من الممكن أن تؤخذ بجدية.
يقول عبيد :"الجميع خرق هذه السياسة. وليس حزب الله فقط. الجميع هنا يتصرفون على أساس طائفي تجاه الأزمة السورية".
الاستقطاب العلني المتصاعد في لبنان حول حرب سوريا – و الجدل الدائر في الأخبار و المساجد حول مشاركة حزب الله فيها- يمكن أن يعرض لبنان إلى ردة فعل إقليمية عنيفة إذا قرر المتمردون السوريون و الدول الخليجية الداعمة لهم استهداف حزب الله على أرضه, كما يقول باول سالم, مدير مركز كارنيغي في بيروت.
تحركات حزب الله في منطقة القصير على الحدود السورية التي تشير إلى "نوع جديد من المشاركة, وبداية جديدة", مقترنة برد الفعل السني الذي استثير, يشكلان "خطوة أخرى في مسار سيء" بحسب سالم.
نشاط وقتال متزايد:
المحللون السياسيون و نشطاء المعارضة يقولون إن حزب الله متورط في الصراع السوري إلى حد ما منذ أكثر من عام, وذلك على الرغم من ادعاءات الحزب العلنية بأن عناصره تعمل على حماية الشيعة في الجانب اللبناني من الحدود. و لكن التقارير الأخيرة الواردة من السكان المحليين و المتمردين في منطقة القصير توحي بوجود مستوى جديد من التصعيد.
كما قام نشطاء المعارضة السورية ببث مقاطع فيديو في الأيام الأخيرة لمواجهات مزعومة مع الجماعات شبه العسكرية وحزب الله عرضوا فيها أوراق ثبوتية تعود إلى مقاتلين من حزب الله داخل سوريا. كما يقوم الحزب بتشييع جثث قتلاه الذين يزعم أنهم قتلوا في سوريا بهدوء.
الأسير, رجل الدين السني المتطرف, يتهم المسئولين الشيعة في الحكومة اللبنانية الهشة بدعم الحزب, الذي يشكل قوة سياسية كبيرة والذي تصنفه الولايات المتحدة بأنه منظمة إرهابية.
كما أضاف الأسير في لقاء أجري معه في مدينة صيدا الساحلية جنوب لبنان, حيث بدأ مؤخرا بتجنيد الجهاديين :"وزير الخارجية اللبناني, و الحكومة اللبنانية و الجيش جميعهم يعملون لصالح النظام السوري. سياسة الحياد التي تدعيها الحكومة لم تكن محايدة. لقد كانت مجرد سياسة غض الطرف عن تورط حزب الله".
في مقطع فيديو بث يوم الأربعاء, كان الناشط السوري هادي العبدالله وهو اسمه المستعار يقف أمام مجموعة من المتمردين في القصير يعرض هوية أحوال شخصية لبنانية و هوية أخرى تابعة لحزب الله تحمل نفس الاسم. المقاتلون في المقطع قالوا إنهم وجدوا هذه الوثائق بعد عملية إطلاق نار متبادلة مع الحزب.
وأضاف العبدالله في المقطع :"هذا دليل قاطع أن هناك قوات تنتمي إلى حزب الله اللبناني داخل القصير وهي تقوم بقتل السوريين".
في مقابلة أجريت عبر السكايب, قال عبدالله إن المتمردين اعترضوا اتصالات لخطوط حزب الله داخل الحدود تشير إلى أن نشاط حزب الله قد تحول من مجرد المساعدة إلى القيادة الفعالة للهجوم المستمر منذ 3 أسابيع في المنطقة.
كما أضاف عبدالله :"إنهم يعطون الأوامر لضباط وجنود النظام متى وأين يقصفون ومتى يتوقفون".
عبيد, الذي قال إنه على تواصل يومي مع قادة حزب الله و يقوم بزيارات متقطعة إلى دمشق للقاء مسئولين من النظام, أيد هذا الادعاء, قائلا أن الجيش السوري يعتمد دائما على خبرة حزب الله الطويلة في الحروب غير التقليدية.
يقول عبيد :"حزب الله يساعد دائما في وضع الخطط, والجيش السوري كبير وقوي ولديه قيادة جيدة, ولكن لدى حزب الله خبرة أيضا في قتال الشوارع".
المنطقة الحدودية في القصير تعتبر شريان حياة رئيس يربط دمشق ومدن رئيسة أخرى مثل حمص مع لبنان.
و أضاف :"الخطة الرئيسة هنا هي فتح الطريق" مشيرا إلى الطريق السريع الشمالي الجنوبي الذي يربط دمشق مع حمص و الشمال والذي يمر من خلال القصير. وقال أيضا إن حزب الله يخطط لفتح طرق شمال غرب حمص حتى معاقل النظام القوية على طول الساحل السوري.
وقال: "البلدات والقرى حول هذا الطريق كانت تحت سيطرة المتشددين" مستخدما المصطلح الذي يطلقه مؤيدو النظام لوصف مقاتلي المعارضة. "و الآن فإن حزب الله و قوات النظام تحرر هذه البلدات والقرى".
إن بقاء النظام السوري أمر أساسي لوجود حزب الله. لقد كانت سوريا ولفترة طويلة حليفا قويا للحزب وممرا لأموال وأسلحة إيران التي يستخدمها حزب الله لدعم مهمته الشاملة المتمثلة في "مقاومة" إسرائيل, جارة لبنان الجنوبية, وللحفاظ على قوة الحزب السياسية في الحياة السياسة اللبنانية.
"عدو جديد لحزب الله":
يقول عبيد :"إذا نجح المتطرفون في إسقاط النظام السوري – ولا أعتقد أن بوسعهم ذلك- فإن هذا يجعل من سوريا عدوا جديدا لحزب الله".
دون الأسد, فإن حزب الله "سوف يكون محاصرا, ومحاطا في تلك المنطقة" بخصوم سياسيين.
وهؤلاء الخصوم يعرفون ذلك تماما.
الضجة التي تثار حول تورط حزب الله نشأت من مجتمع لبناني صغير من المتطرفين السنة, الذين هم أضعف من أن يكون لهم أي تأثير ولكنهم قالوا إنهم مستعدون للقتال مع ذلك.
محمد كبريت, 36 عاما, واحد من هؤلاء. فهو متعاطف مع المتمردين السوريين منذ بداية الصراع, كما يقول. ولكنه لم يقرر القتال حتى, طلب الشيخ الأسير, رجل الدين الذي يحترمه, السنة هذا الأسبوع بالقيام بذلك.
يقول كبريت إن لديه ذكريات شحيحة عن الحرب الأهلية الطائفية التي عصفت ببلاده, و التي دارت رحاها في فترة السبعينات و الثمانينات و خلقت تصدعات عميقة في المجتمع اللبناني والتي خلفت آثارا لها حتى اليوم في السياسة اللبنانية.
ويضيف:"ما يفعله حزب الله في سوريا هو خلق حالة من الكراهية و العداء في لبنان. لدي أصدقاء شيعة, وهم الآن يدافعون عما يفعله حزب الله".
هذا الأسبوع, وفي اليوم التالي لتوقيعه على الجهاد, قام بطرد أحد هؤلاء الأصدقاء من متجر الهاتف الخلوي العائد له بعد أن دخلا في نقاش ساخن حول حزب الله في سوريا.
وقال كبريت :"إنه يخلق التوتر, وبإمكانك الشعور بذلك".

Hezbollah’s role in Syrian civil war drives sectarian tension in Lebanon
By Abigail Hauslohner,
Apr 27, 2013 06:19 PM EDT
The Washington PostPublished: April 27
BEIRUT — Lebanese groups on opposite ends of the nation’s polarized political spectrum are starting to play a more public role in the Syrian civil war, rendering Lebanon’s stated policy of neutrality toward the two-year conflict increasingly obsolete and threatening the tenuous stability of this Arab country.
Although the Lebanese militant and political group Hezbollah has acknowledged little about its role in the fighting next door, Syrian rebels and an analyst close to the Shiite organization, a longtime ally of Syrian President Bashar al-Assad, say it has amplified its operations inside Syria in recent weeks, adding muscle and firepower to an ongoing Syrian military offensive to retake a strategically important border zone from the rebels.
That acceleration has provoked a backlash from Hezbollah’s Sunni opponents inside Lebanon, who had mostly stayed on the sidelines until now. This past week, two prominent firebrand clerics publicly called on their Sunni followers to go to Syria to fight Hezbollah on behalf of Syria’s predominantly Sunni rebels. One of the clerics, Ahmad al-Assir, said that his call to jihad had already galvanized a volunteer force of hundreds of young men.
Syria’s increasingly sectarian civil war has yet to spill deeply into religiously diverse Lebanon, where more than 60 percent of the population is Muslim, split roughly between Sunnis and Shiites. But political analysts say opposing Lebanese groups’ growing involvement in the conflict next door is exacerbating dangerous tensions that have periodically erupted into sectarian clashes in the past year. In recent weeks, Syrian rebels have intentionally fired shells at Hermel, a Lebanese border town near al-Quseir that is a Hezbollah stronghold.
Echoing a view that is gaining ground among Lebanese, Assir and Mohammad Obeid, a Shiite analyst with close ties to Hezbollah, said that Lebanon’s official policy of neutrality toward the Syrian war is no longer worth taking seriously.
“Everyone has violated it. So it’s not only Hezbollah,” Obeid said. “Everyone is now acting on a sectarian basis toward the Syrian crisis.”
The increasingly overt public polarization in Lebanon over Syria’s war — and an expanding debate in the news media and mosques over Hezbollah’s participation in it — could expose Lebanon to a regional backlash if Syrian rebels and the Arab Gulf states backing them decide to target Hezbollah on its own turf, said Paul Salem, director of the Carnegie Middle East Center in Beirut.
Hezbollah’s movement in the Syrian border region of al-Quseir indicates “a new type of engagement, a new threshold” that, coupled with the Sunni reaction it has provoked, is “one more step in a bad trajectory,” Salem said.
Increased activity, fighting
Political analysts and Syrian opposition activists said Hezbollah has been involved in the Syrian conflict to some extent for more than a year, despite the group’s public claims that its members are merely protecting Shiites on the Lebanese side of the border. But recent reports from residents and rebels in the al-Quseir region suggest a new level of intensity.
Syrian opposition activists have posted online videos in recent days of alleged firefights with Hezbollah’s paramilitary groups and of Hezbollah identification papers allegedly found inside Syria. Hezbollah has also quietly held funerals for members purportedly slain in Syria’s fighting.
Assir, the extremist Sunni cleric, has accused Shiite officials in the teetering Lebanese government of bowing to Hezbollah, a powerful political force in Lebanon that the United States considers a terrorist organization.
“The Lebanese foreign ministry, the Lebanese government and the army are all working in favor of the Syrian regime,” he said in an interview in the southern Lebanese coastal town of Sidon, where he recently began recruiting jihadist fighters. “The neutral policy that the government claimed to have was not neutral. It was just turning a blind eye to Hezbollah involvement.”
In a video posted online Wednesday, Hadi al-Abdullah, a Syrian opposition activist using an alias, stood before a group of rebels in al-Quseir and displayed one Lebanese national identification and one Hezbollah party identification that bore the same name. Fighters in the video said they had found the documents after a shootout with the group.
“This is foolproof evidence that there are troops belonging to Hezbollah, the Lebanese party, inside al-Quseir, and they are killing Syrians,” Abdullah said.
In an interview conducted via Skype, Abdullah said that rebel intercepts of Hezbollah communications lines inside the border indicated that Hezbollah activity has progressed from helping to actively leading the Syrian regime’s three-week-old offensive in the area.
“They are giving orders to officers and troops of the regime army when to shell or to not to shell,” he said.
Obeid, who said he speaks daily with Hezbollah leaders and frequently travels to Damascus to meet with regime officials, corroborated that claim, saying the Syrian military is increasingly drawing on Hezbollah’s deep experience in unconventional warfare.
“Hezbollah is helping in putting the plans” in place, Obeid said. “The Syrian army is big and strong and has good leadership, but Hezbollah also has the experience in street fighting.”
The border zone of al-Quseir is a critical lifeline connecting Damascus and other major cities like Homs to Lebanon.
“The main plan is to open the road,” he said, referring to the major north-south highway that connects Damascus to Homs and the north and runs past al-Quseir. He said Hezbollah also plans to open routes northwest from Homs to regime strongholds along Syria’s coast.
“The towns and villages around this road were controlled by the fundamentalists,” he said, using a term that Syrian regime supporters frequently employ to describe opposition fighters. “So now [Hezbollah and regime forces] are liberating these villages and towns,” he said.
The Syrian regime’s survival is critical to Hezbollah’s existence. Syria has long been a powerful ally to the group and a conduit for Iranian money and weapons, which Hezbollah uses to support its overarching mission of “resistance” to Israel, Lebanon’s southern neighbor, and to maintain political muscle in Lebanese politics.
‘New enemy for Hezbollah’
“If the fundamentalists succeeded in removing the Syrian regime — and I do not believe they will — this would make [Syria] into a new enemy for Hezbollah,” Obeid said.
Without Assad, Hezbollah “would be besieged, surrounded in that area” by political foes, he said.
Those foes know it.
The uproar over Hezbollah’s involvement has rippled through Lebanon’s small community of extremist Sunnis, who are widely dismissed here as too weak to make an impact but who say they are ready to fight nonetheless.
Mohamed Kebrit, 36, is one of them. He has sympathized with the Syrian rebels since the conflict began, he said. But he did not decide to fight until Assir, a cleric whom he admires, urged Sunnis this week to do so.
Kebrit said he has only vague memories of his own country’s sectarian civil war, which raged in the 1970s and ’80s and cut such deep fault lines through Lebanese society that they underlie politics today. But Kebrit said the hostilities next door have given him a taste of the past — and of what might come.
“What Hezbollah is doing in Syria is creating hatred and animosity in Lebanon,” he said. “I had Shiite friends, and now they are defending what Hezbollah is doing,”
This week, the day after he signed up for jihad, he threw one of those friends out of his cellphone shop following a heated argument about Hezbollah in Syria.
“It’s creating tension,” Kebrit said. “You can touch it.”
http://www.washingtonpost.com/world/middle_east/hezbollahs-role-in-syrian-war-drives-sectarian-tension-in-lebanon/2013/04/27/942ae1ac-ae5c-11e2-a986-eec837b1888b_story.html