الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "دولة العلويين" موقتة... مثل "مارونستان"!

"دولة العلويين" موقتة... مثل "مارونستان"!

25.06.2013
سركيس نعوم

النهار
الثلاثاء 25/6/2013
بدأ الديبلوماسي، الذي يتابع قضايا الإرهاب وارتباطه بما يجري في سوريا وقضايا المنطقة، من "الإدارة" الأميركية المهمة جداً نفسها لقائي معه بالحديث عمّا يجري في سوريا، قال: "ما يجري في سوريا "سيطرطش" لبنان والأردن والعراق. مصر تهتز، والسعودية، والمنطقة كلها. لبنان "حزب الله" متورط في سوريا، والإسلاميون السنّة اللبنانيون متورطون أيضاً فيها. لن يربح بشار الأسد. أميركا لن تقبل ذلك ومعها السوريون. لكن سيراق دمٌ كثير. دولة العلويين في سوريا ستكون مثل "دولة مارونستان" المسيحية التي قامت في لبنان في اثناء حروبه بين 1975 و1990، أي ستكون موقتة".
ماذا عن الدول الأخرى في المنطقة طالما أنك تتكلم بايجاز وسرعة؟ سألتُ. أجاب: "قيل إن شمال السودان سينقسم الى خمسة كيانات. لم يحصل ذلك. حصل انقسام واحد بقيام دولة الجنوب. الشعب السوداني أظهر أنه قادر أكثر من غيره على اللعب على حافة البركان من دون الوقوع فيه. الحق في ما يجري في سوريا حالياً ليس على أميركا وحدها، فتركيا تشاركها فيه. هناك حرب سنّية – شيعية طويلة. في النهاية ستربح الغالبية في العالمين العربي والاسلامي، ويصبح شيعة لبنان أقلية. ربما يُعطَوْن كياناً ذاتياً في إطار سوريا الكبرى. سيقوم كيان كردي في سوريا وكيان مماثل في العراق. أميركا في النهاية تدافع عن إسرائيل، وتحمي منابع النفط، وتترك الجميع يتقاتلون لمدة طويلة جداً، ويستنزفون قدراتهم ويُنهكون. مصر ستقع في الفوضى، لكنها ستبقى مصر. النظام في الأردن مُهدَّد. ملكٌ ضعيف ونظام فاسد. أردنيو الضفة الشرقية لم يعودوا يحبونه. الشمال في سوريا ضاع لمصلحة "جبهة النصرة" وحلفائها. في الجنوب والوسط إسلاميون معتدلون حتى الآن مثل ألوية الفاروق وإدريس وغيرهما. ستعم الفوضى وربما الاقتتال سوريا "المحررة" من النظام".
ماذا في جعبة مسؤول في "الإدارة" الأميركية المهمة جداً نفسها على تماس مباشر مع العراق ومحيطه؟
تحدث بداية عن نصائح قدمتها أميركا الى شيعة العراق، قال: "نحاول أن نقول للشيعة العراقيين يجب أن تتخذوا إجراءات تلبي عدداً من مطالب مواطنيكم السنّة الذين يتظاهرون منذ اشهر، مثل المساءلة وإجتثاث "البعث" وإطلاق معتقلين غير صادرة أحكام قضائية في حقهم. وإذا لم تفعلوا ذلك فإن غضب السنّة سيعطي المبرر لـ"القاعدة" كي تتحرك وتستقطب الناس. وهو تنظيم موجود في العراق وجاهز لاستعادة السيطرة والنفوذ اللذين كانا له على السنّة العراقيين، وجاهز لاستعمال هؤلاء في محاربة لا أميركا التي انسحبت من العراق لكن الشيعة وحكومتهم. ونقول في الوقت نفسه للسنّة عليكم أن تضعوا آلية وتتفاهموا مع الشيعة، وأن لا تكونوا أدوات في صراع مذهبي قاتل. وربما يكون مقبولاً اقتراح عدم جواز حصول رئيس الحكومة العراقي الشيعي على أكثر من ولايتين في مقابل أمر مساوٍ آخر يتعلق بولاية رئيس مجلس النواب (السني)". علّقتُ: هذا الاقتراح يُذكِّر بلبنان. النموذج اللبناني فاشل في رأيي ولا يصح اعتماده. فشِل في لبنان، فكيف سينجح في العراق؟ أجاب: "نعرف أنه فاشل في لبنان، ونعرف أنه غير ديموقراطي. لكن ظروف العراق تحتِّمه على الأقل في المرحلة الراهنة وحتى إجراء الإنتخابات. هناك انتخابات محلية قريبة، وانتخابات نيابية عامة في ربيع الـ2014. علّقت: ربما يحذون في العراق حذو لبنان أي يؤجلون الانتخابات المقررة في حزيران المقبل أو يمددون ولاية المجلس. على كل، لا يزال هناك وقت أمام الانتخابات العامة العراقية. ما أريد قوله هو ان الدستور نصّ على فيديرالية في العراق، لماذا لا يُطبَّق وكل "فريق" يحكم نفسه باشراف حكومة فيديرالية؟ وبعد ذلك لا بد ان تفرض المصالح المشتركة على الجميع التفاهم. ردّ: "عال. يعني ذلك ان المناطق التي فيها نفط سيستأثر بهذا النفط ابناؤها وحدهم، ويرفضون مساعدة اخوانهم في المناطق غير النفطية". علّقتُ: في هذه الحال لا تكون هناك دولة عراقية. ردّ: "الذين يعتبرون المالكي دمية إيرانية مخطئون. والذين يلوموننا لتعاوننا معه مخطئون. إنه عراقي (Nationalist). نطلب منه عدم نقل سلاح بطائرات عراقية أو عبر الأجواء العراقية إلى الأسد في سوريا. يتجاوب أحياناً ولا يستطيع التجاوب أحياناً أخرى". هل قدَّم الأميركيون نصائح أخرى إلى العراقيين استناداً الى المسؤول نفسه الذي يتابع العراق في "الإدارة" الأميركية المهمة جداً إياها؟