الرئيسة \  مشاركات  \  دولة المخابرات بين بشار والمغول

دولة المخابرات بين بشار والمغول

13.10.2014
جان عبد الله



كان أباطرة المغول أيام زمان يكافئون مكافأة خاصة عملائهم الذين يندسون بين الناس لينقلوا لهم الأخبار وكانوا يقسمون الى قسمين حملة الأخبار الحسنة وحملة الأخبار السيئة ولم يكن هؤلاء الأباطرة يهتمون بنقلة الأخبار الحسنة أما ناقلو الأخبار السيئة فكانوا عندما يصلون القصر يستقبلون بحفاوة وتكريم بالغين وما أن ينقلوا الى الأمبراطور أخبارهم السيئة عن المملكة والرعية حتى يأمر باخراجهم واعدامهم فورا وكان المغول يهدفون من وراء هذا العمل الأيحاء بأن الحاكم القوى هو وحده القادر على تقبل الأخبار السيئة كما أنه لايريد سماعها ويتعمد أن يبقى شعبه سعيدا فى جهله عن طريق القضاء على مصادر الأخبار السيئة وحملتها
أما فى سوريا وعالمنا العربى اليوم فان وجود أنظمة حكم عربية شديدة الحساسية ضد أى حرية شخصية فى التعبير عن الرأى جعل من حملة الأخبار السيئة أكثرية بين الناس وعلى سبيل المزاح
يحكى أنه فى يوم من الأيام رأى أحدهم مخبرا يطارد بعض طلاب المدارس عقب تظاهرة فاستوقفه وسأله ما الأمر فأجاب الشرطى لاوقت لدى الآن ألا ترى أننى أطارد هؤلاء الأوغاد
وعاد الرجل يسأ له وماذا فعلوا فأجاب يودون قلب الحكومة
وهنا أجابه الرجل وهل تظن أن حكومتنا برميل زبالة حتى يقلبوها
وبالفعل فان الحديث عن الأمن القومى العربى اليوم هو الحديث نفسه عن أمن الأنظمة العربية وعن أمن الحاكم العربى بالذات وياليت هناك من يتجرأ ويقول لنا كم يكلف رأس كل دولة عربية شعبه بالسنة أو بالشهر أو حتى باليوم الواحد وكم يتقاضى كل حارس يحرسه أو يحرس أحد أعوانه وكم مليونا تبلغ نفقات أمنه الشخصى بالدقيقة الواحدة
يقولون أن لدى أمريكا أقمار تجسس تستطيع أن تلتقط صورة علبة سجائر من ارتفاع 80 ميلا فى الفضاء وبعد ماذا يعنى ذلك ببساطة أن أنظمتنا العربية أصبحت كلها مكشوفة وأجهزة مخابراتنا كلها مهزلة وأمننا القومى الذى يتشدقون به كله كذبة
الكاتب : جان عبدالله
من التيار الوحدوي العربي الديمقراطي ـ الوعد