الرئيسة \  واحة اللقاء  \  دولة "غلابى" في حضن إيران؟!

دولة "غلابى" في حضن إيران؟!

02.05.2013
راجح الخوري

النهار
الخميس 2/5/2013
لا يملك محمد مرسي حلولاً لطوفان الازمات التي تواجه حكم "الاخوان المسلمين"، ومع ذلك لم يتردد في قرع ابواب طهران بهدف تفعيل "المبادرة الرباعية" التي ولدت ميتة منذ اطلقها في القمة الاسلامية، لأنه اقترح اشراك ايران الى جانب مصر وتركيا والسعودية في السعي لايجاد حل للازمة السورية، رغم ان الايرانيين يقاتلون الى جانب بشار الاسد!
واضح ان الزيارة المفاجئة للوفد الرئاسي المصري الى طهران هي محاولة لبيع الايرانيين موقفاً مسايراً في سوريا، طمعاً بالحصول على حفنة من الدولارات التي يمكن ان تساعد في انتشال حكم "الاخوان" من الغرق في الازمة الاقتصادية الخانقة الضاربة في بلد بات ينتج من اللحى اكثر مما ينتج من أرغفة الخبز!
المضحك ان بيان وزارة الخارجية الايرانية تحدث عن اتفاق الجانبين على ضرورة التحرك انطلاقاً من مبادرة مرسي الرباعية، التي تبقى ثنائية في غياب تركيا والسعودية، لوضع "حل سياسي مقبول" يمكن ان يساعد في انهاء الازمة السورية، لكن المبكي ان هذا البيان نشر الى جانب تحقيق أجرته صحيفة "التلغراف" يؤكد ان الحرس الثوري الايراني نقل عشرات الآلاف من افراده الى سوريا، وفيهم قادة كبار يقومون بتدريب جيش الاسد على اسلحة معقدة، ودفع "حزب الله" الى التورط في المعارك، ويواصل تزويد الجيش السوري عشرات الاطنان من الاسلحة اسبوعياً، ربما انطلاقاً من اعتباره ان سوريا هي فعلاً الولاية الايرانية رقم 35.
لا يملك مرسي موقفاً واضحاً من الازمة السورية، فقد سبق له ان دعا الى سقوط الاسد، ثم أبلغنا بعد لقائه فلاديمير بوتين ان مواقف القاهرة وموسكو متطابقة بشأن سوريا. وما لا يصدق الآن ان جماعة من "الاخوان المسلمين" تزعم ان طهران هي التي تتراجع تكتيكياً عن مواقفها من الازمة السورية، ولكأن المصريين لا يعرفون ان مرسي يحاول على طريقة يهوذا ان يبيع ايران الثورة السورية بثلاثين من الفضة.
طبعاً من مصلحة ايران ان تستجلب مصر الى موقفها لتوازن وقوف العالمين العربي والاسلامي ضد تدخلها السافر لنصرة الاسد، وهي تحتاج الى ما يساعدها في الادعاء انها تبحث عن حل سياسي وذلك لتغطية انخراطها المتزايد في القتال الى جانب النظام، وفي هذا السياق قد تصبح مصر مجرد قناع عربي لحجب الدور الايراني في سوريا، وبالتالي فإن هذا يعمّق التعاون المعروف بين طهران و"الاخوان المسلمين"!
ولكن اين هي مصلحة مصر والمصريين في كل هذا، وخصوصاً اذا ربح مرسي قبضة من الدولارات الايرانية ليخسر في المقابل دعم دول الخليج العربي اضافة الى المجتمع الدولي...؟ والسؤال الآخر: هل هذه هي مصر التي قيل إنها "ام الدنيا" ام إنها "دولة غلابى" ترتمي في الحضن الايراني؟