الرئيسة \  تقارير  \  ديفيد هيرست: الطغاة ربما انتصروا في معركة الربيع العربي لكن الصراع لم ينته بعد

ديفيد هيرست: الطغاة ربما انتصروا في معركة الربيع العربي لكن الصراع لم ينته بعد

26.12.2021
الجزيرة


الجزيرة
السبت 25/12/2021
قال الكاتب والصحفي البريطاني ديفيد هيرست (David Hearst) إن الموجة الأولى من احتجاجات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011 مرت، لكن جمرها ما زال متقدا ويحترق في الشوارع وقلوب وذكريات الملايين.
وذكر أيضا -في مقال له بموقع ميدل إيست آي (Middle East Eye)- أن 2021 هو العام الذي أقيمت فيه "جنازة رسمية" لما سمي الربيع العربي بعد أن تم استبعاد كل الحكومات والبرلمانات التي كانت إما خاضعة لسيطرة الإسلاميين أو مدعومة منهم، وكل من وصلوا للسلطة عبر صناديق الاقتراع.
فخلال الصيف الماضي، حينما قام الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد البرلمان وعزل رئيس الوزراء وأعلن أنه سيحكم بمراسيم في خطوة وصفها حتى مستشاروه بأنها "انقلاب دستوري" سقطت تونس مجددا تحت نفس الظل الاستبدادي الذي قضت العقد الماضي محاولة الهرب منه، ووجد الإسلاميون في هذا البلد أنفسهم منبوذين ووحيدين يعاملون مثل "تيار سياسي مسموم" خارج الأبواب المغلقة للبرلمان.
وقد تنفس الغرب -الذي لم يتوقف قط عن الخلط بين الإسلام السياسي والراديكاليين العنيفين- الصعداء بعد أن بدا له أن الربيع العربي لم يتحول إلى "شتاء إسلامي" وكانت روسيا تنظر باستمرار لهذا الربيع على أنه "ثورة ملونة" أخرى دبرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" (CIA) مثل تلك التي كانت في يوغسلافيا السابقة وجورجيا وأوكرانيا، وكانت قوتها تكفي لإسقاط إمبراطوريات بكاملها.
أما الصينيون فيرون في زوال الديمقراطية هذا -يضيف الكاتب- تبريرا لحملتهم المستمرة ضد مسلمي الإيغور، أما إيران التي كانت علاقتها معقدة مع الإخوان المسلمين -تماما مثل عدد من الزعماء العرب- فلم ترحب أبدا بهم لكونهم تحدوا ادعاء "الجمهورية الإسلامية" بأنها الممثل الوحيد للإسلام.
ويؤكد هيرست أنه من الآن فصاعدا فإن نموذج الدولة العربية الوحيد الذي نجا هو نظام الحكم المطلق -سواء أكان عسكريا أو ملكيا- المؤسس فوق هيكل الشرطة السرية والقوات الخاصة والصحفيين العملاء.
أما المعارضة، سواء كانت علمانية أو إسلامية، فقد تعفن رموزها في السجون ومات كثير منهم هناك، وينتظر من تمكنوا حتى الآن من الفرار لحظة الإبلاغ عنهم من قبل الجيران، أما من استطاعوا النفاد بجلودهم فيعيشون في قلق دائم على مصير ذويهم وعائلاتهم الذين تحولوا فعليا إلى رهائن داخل الوطن.
المصدر : ميدل إيست آي