الرئيسة \  تقارير  \  ذا أتلاتك: هكذا تسعى الصين للسيطرة على العالم

ذا أتلاتك: هكذا تسعى الصين للسيطرة على العالم

12.12.2021
السياق


ترجمات - السياق
السبت 11-12-2021
سلَطت مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية الضوء على المنافسة المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين على المسرح العالمي، قائلة إنه من أجل فهم ملامح هذه المنافسة، يجب النظر إلى ما وراء أروقة السلطة في واشنطن وبكين، والتوترات في المياه والسماء بشأن تايوان، وما هو حتى أبعد من الخطاب العدائي بين البلدين في المحافل الدولية.
وأضافت المجلة، في تقرير، أنه في الولايات المتحدة ومعظم دول الغرب الليبرالي، يعد مفهوم "حكم القانون" أمراً حيوياً حتى يعمل المجتمع بشكل صحيح، والفكرة الأساسية في هذا المفهوم (على الأقل من الناحية النظرية) هي أن يكون القانون غير متحيز ومستقل ويطبق بشكل متساو ومتسق على الجميع.
ولكن بالنسبة لقادة الصين، فإنهم يتبعون مفهوم "الحكم بالقانون"، الذي يعد فيه النظام القانوني أداة تُستخدَم لضمان هيمنة الحزب الشيوعي، كما تعد المحاكم منصات لفرض إرادة الحكومة، ويمكن للدولة أن تفعل أي شيء تريده، ثم تجد بندًا في القانون لتبرير الأمر.
وتابعت: "على مدى 75 عاماً، كانت الولايات المتحدة كاتبة ومنفذة للحكم في العالم، ومن أجل منع إراقة الدماء بالشكل الذي حدث في الحرب العالمية الثانية، حاولت واشنطن صياغة نظام عالمي راسخ يضم الأعراف المشتركة، مع إنشاء مؤسسات دولية لتكريس هذه الأعراف ودعمها، بدعم قوة الجيش الأمريكي، لكن لم يكن هذا النظام مكتملاً، كما أنه كان عُرضة للانتهاكات من بعض البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، لكنه أبقى غطاءً على صراع القوى الكبرى، ونشر الرخاء الاقتصادي والمبادئ الديمقراطية في معظم أنحاء العالم، وهو الوضع الذي تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جاهدة للحفاظ عليه".
ورأت المجلة، أن الاحتكار الأمريكي لكتابة القواعد، يواجه أصعب تحد له منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، فمع ارتفاع مكانة الصين، تروج بكين لمفاهيمها الخاصة عن الحوكمة العالمية، والتنمية، والعلاقات الدولية، والاستحواذ على النفوذ، في مؤسسات مثل الأمم المتحدة لبث هذه المفاهيم في الخطاب العالمي، فضلاً عن استخدام ثروتها المتزايدة وقوتها العسكرية، للطعن في القواعد الحالية للنظام العالمي الأمريكي.
وقالت المجلة: رغم ذلك، يبدو أن الزعيم الصيني، شي جين بينغ، يرى أن نظام الولايات المتحدة قيد على القوة الصينية، وبالنسبة لحكمه الاستبدادي، فإنه يمكن أن يبدو النظام الأمريكي مكاناً غير ودي، بل ومهدد، إذ يبدو العالم بالنسبة له كمكان تسوده القيم السياسية الليبرالية، ويُنظر فيه إلى شكل الحكومة الصينية على أنه غير قانوني، في حين أن الشركات والمسؤولين الصينيين عرضة للعقوبات الأجنبية.
ولذا فإنه من منظور شي، من الأهمية بمكان أن تعيد بكين كتابة القواعد لتناسب مصالحها بشكل أفضل، ومصالح الدول الاستبدادية على نطاق أوسع، فهو ببساطة يعتزم قلب النظام العالمي، ووضع الحكومات والمثل العليا غير الليبرالية على أعلى قمة النظام الجديد، حسب المجلة.
وأشارت "ذا أتلانتك" إلى أن الولايات المتحدة واجهت تحدياً مشابهاً من الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة، لكن نظراً لأن الصين اليوم أكثر اندماجاً مع النظام الأمريكي، خاصة على المستوى الاقتصادي، مما كان عليه السوفييت، فإنها تمثل تهديداً أكثر خطورة.
وقالت المجلة إن بكين تهاجم النظام العالمي بشدة، إذ إنها تقوم من الخارج بتسويق أفكارها وحوكمتها ونموذجها التنموي على أنها متفوقة على الغرب، بينما تعمل من الداخل في المؤسسات والشبكات نفسها التي تربط نظام الولايات المتحدة معاً، معتبرة أن تحركات الصين تظهر كيف تنخر البلاد النظام الأمريكي في صميمه.
ورأت المجلة أن الزعيم الصيني يريد اغتصاب دور الولايات المتحدة العالمي، وذلك بناءً على مجموعة من المعايير، مثل النظر إلى مَن يدعم ومَن لا يدعم المصالح والقوة الصينية، إذ تقوم بكين بانتظام بفرض عقوبات خاصة بها، على الدول التي ترى أنها تمثل تهديداً لمصالحها.
ووفقاً للمجلة، من المحتمل ألا تتفق الولايات المتحدة والصين على ما يجب أن يكون عليه النظام العالمي، كما لن تلتزم أي منهما بقواعد الأخرى، ولا تستطيع أي من السلطتين فرض نسختها من القواعد أيضاً، وهي الطريقة التي تفضل كل منهما أن تسير الأمور وفقاً لها.
وقالت "ذا أتلانتك" إن المعركة لوضع القواعد العالمية تدور في الحقيقة حول السلطة، وأي دولة تمتلكها، وأي دولة يمكنها استخدامها، مضيفة أن الولايات المتحدة احتفظت بهذه السلطة لعقود، ولكن يبدو أن الصينيين يريدون أن يحظوا بها الآن.
=============================