الرئيسة \  تقارير  \  ذا هيل : علامات على بداية نهاية الحرب في أوكرانيا بحلول الربيع أو الصيف

ذا هيل : علامات على بداية نهاية الحرب في أوكرانيا بحلول الربيع أو الصيف

04.01.2023
رائد صالحة

ذا هيل : علامات على بداية نهاية الحرب في أوكرانيا بحلول الربيع أو الصيف
رائد صالحة
القدس العربي
الثلاثاء 3/1/2023
واشنطن- “القدس العربي”: تمثل الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة، قبل أكثر من أسبوع ، بداية نهاية الحرب في أوكرانيا، وفقاً للباحث أبراهام شاما في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس.
ذا هيل: ناقش بايدن وزيلينسكي في واشنطن كيفية إنهاء القتال في أوكرانيا، واتفقا على استراتيجية: “في الحرب، استعد للسلام
وبالنسبة لشاما، جاء زيلينسكي، ظاهرياً، ليشكر الرئيس بايدن وأعضاء الجلسة المشتركة للكونغرس على المساعدة السابقة والمستقبلية في حرب بلاده المستمرة ضد الغزو الروسي، ولكن على المستوى الخاص، من المحتمل أن يكون بايدن وزيلينسكي قد تناولا كيفية إنهاء القتال، حيث كان العديد من مساعدي بايدن قد وضعوا بالفعل الأساس لهذه العملية، وناقشوا القضية مع زيلينسكي قبل زيارته.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك بين بايدن وزيلينسكي، ظهر بريق من التفاهم بين “الأب والابن” على حد تعبير الباحث، في الاجتماعات العامة والخاصة، وكان من الواضح، ايضاً، أن واشنطن وكييف قد اتبعتا استراتيجية قديمة ظهرت قبل أكثر من 2500 سنة، وهي “في الحرب، استعد للسلام
وقد دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، هذا الأسبوع، إلى إجراء محادثات سلام. وعلى الرغم من هجماته المستمرة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام قليلة: “نحن مستعدون للتفاوض مع جميع المعنيين لإنهاء الحرب”. وقد تم تضخيم هذا العرض على الفور من قبل سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، وديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين.
وبحسب ما ورد، فإن حلفاء واشنطن في أوروبا الغربية لديهم الاستعداد، أيضًا، لإنهاء الصراع والبدء في إيلاء المزيد من الاهتمام لاقتصاداتهم المتدهورة.
 حلفاء واشنطن يرغبون في إنهاء الصراع والبدء في إيلاء المزيد من الاهتمام للاقتصاد المتدهور في أوروبا
 وقد بدأ الصراع عندما غزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير 2022 لضم المناطق الأوكرانية، وقدمها بوتين على أنها “عملية عسكرية خاصة”، ولم يكن هناك أي انتصار في الحرب، بل سار القتال بشكل سيئ بالنسبة لروسيا، وسقط أكثر من 80 ألف ضحية، وفقًا للبنتاغون، و100 ألف ضحية، وفقاً لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ومثل المحرك الصغير، الذي يتحرك بقوة وإصرار، فازت أوكرانيا بالعديد من المعارك، كما برزت كدولة أكثر اتحاداً، ودولة مصممة على أن تصبح ديمقراطية، على الرغم من العديد من الضحايا والبنية التحتية المدمرة وملايين النازحين.
وقد تم كسب المعارك بفضل الأسلحة الحديثة والدعم المالي والمعنوي من أوروبا الغربية والولايات المتحدة. وبحسب أحد التقديرات، أعطت كل من أوروبا والولايات المتحدة لأوكرانيا حوالي 50 مليار دولار، وخصصت الولايات المتحدة للتو 45 مليار دولار أخرى، والاتحاد الأوروبي 18 مليار يورو.
بالإضافة إلى آثارها المدمرة الأخرى، أدت الحرب إلى زيادة تضخم الغذاء والطاقة بشكل كبير، ورفعت البنوك المركزية في أوروبا وأمريكا أسعار الفائدة لمحاربة التضخم، الذي قد يؤدي إلى الركود.
 انتهاء الصراع سيؤدي إلى خفض الأسعار ومساعدة الملايين في أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى على خفض فواتير البقالة والتدفئة
ولاحظ أبراهام شاما، وهو العميد السابق لكلية إدارة الأعمال بجامعة تكساس الأمريكية، وهو، أيضاً الأستاذ الفخري بكلية أندرسون للإدارة بجامعة نيو مكسيكو، أن انتهاء الصراع سيؤدي إلى خفض الأسعار ومساعدة الملايين في أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى على خفض فواتير البقالة والتدفئة.
وبالمثل، تعاني روسيا من نمو اقتصادي سلبي وتدهور مستوى المعيشة، وقال شاما إن إنهاء الحرب سيزيل كل أو بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها ويحسن النمو.
لذلك، حان الوقت لروسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين، لإنهاء الصراع ومواجهة الحقائق الجيوسياسية الناتجة.
 يجب التفاوض بحذر واحترام لإنهاء الصراع، خاصة فيما يتعلق ببوتين وضرورة الحفاظ على سمعته
واقترح الباحث الاسترشاد بعدة مبادئ لإنهاء الصراع، من بينها تضمين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ودول أوروبا الغربية بالإضافة إلى روسيا وأوكرانيا، وقال الباحث إنه من المهم ألا تشعر روسيا بأنها محاصرة من قبل الغرب كما كانت ألمانيا عندما انتهت الحرب العالمية الأولى.
ووفقاً لاستنتاجات الباحث، فإن نهاية الصراع ستأتي مع استعداد روسيا وأوكرانيا لتقديم تنازلات، والقبول بأقل مما تريده موسكو أو كييف، مع الإشارة إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا الغربية يجب أن تكونا على استعداد لحماية شروط الاتفاقية الناتجة.
وفي حين أن الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وحلف شمال الأطلسي والديمقراطية نفسها، حسنت مكانتها نتيجة للصراع، كانت أوكرانيا ورئيسها من أكبر الرابحين، مع إعلان أوكرانيا “دولة العام” من قبل مجلة “إيكونوميست”، وإعلان زيلينسكي “شخصية العام” بواسطة مجلة “تايم”.
وأشار الباحث إلى ضرورة الاحترام المتبادل لجميع الأطراف، وقال: “يجب أن يتم التفاوض على إنهاء الحرب بحذر واحترام لأوكرانيا وروسيا، خاصة بالنسبة لبوتين، الذي تضاءلت سمعته في روسيا والعالم بشكل كبير، وضعفت قبضته الشمولية على بلاده”.
وبالنسبة لبوتين، هذه ليست مجرد مسألة حفظ ماء الوجه؛ إنها أيضًا مسألة إنقاذ الإرث، وبدون ذلك، يمكن لبوتين أن يواصل القتال إلى أجل غير مسمى وربما يستخدم الأسلحة النووية.
وشدد التقرير على ضرورة الاعتراف بوحدة الأراضي الأوكرانية، وأكد شاما أنه يجب أن تضمن روسيا، المعتدية، سلامة الأراضي التي تعترف بأنها أوكرانية وإلا ستواجه عواقب وخيمة.
كما تحدث عن ضرورة وجود ضمانات أمنية، وقال إنه يجب تفعيل مثل هذا البند عند خرقه واتخاذ إجراءات لاستعادة شروط الاتفاق، وسيكون ضمان الأمن ذا أهمية خاصة لأوكرانيا، ويجب أن تكون الولايات المتحدة وأوروبا الغربية على استعداد لفرضه.
وعلى أي حال، لاحظ شاما أن إنهاء هذه الحرب لا يعني تحقيق السلام، مشيراً إلى أن الأمر سيتطلب الكثير من الاجتماعات والمناقشات متعددة الأطراف، وبعد ذلك سيتغير وجه المنطقة، ولكن الباحث أكد بما لا يدعو للشك، أنه تم زرع بذور عملية إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال إن البذور ستخصب بحلول الربيع أو الصيف.