اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ رأس بديع الزمان الهمذاني ، بين الحمّامي الصهيوني ، والحمّامي الإيراني
رأس بديع الزمان الهمذاني ، بين الحمّامي الصهيوني ، والحمّامي الإيراني
21.10.2017
عبدالله عيسى السلامة
في إحدى المقامات المشهورة ، لبديع الزمان الهمذاني ، يذكر أنه دخل الحمام ، فتنازع رأسَه عاملان ، داخل الحمّام ، كل منهما يدّعي ، أنه أحقّ من صاحبه ، بغسله و تنظيفه .. ليفوز بالأجرة ، لقاء عمله ! وبدأ الشدّ والجذب بين العاملين ؛ كل منهما يشدّ بديع الزمان ، باتّجاهه، زاعماً أن الرأس له ، وأنه صاحب الحقّ ، في تنظيفه والعناية به ! هذا يدّعي ، أنه سكب عليه الماء ، وذاك يدّعي أنه لطخه بالطين .. بينما بديع الزمان يتوجّع حائراً ، بينهما ! ثمّ أخبرهما أخيراً ، بأن الرأس إنّما هو رأسه ،( صحبه في الطريق ، وطاف معه بالبيت العتيق .. وما شكّ ، يوماً ، أن الرأس رأسه !) فوكزه أحدهما قائلاً : اسكت .. يالكَع ! وأفهمه بأنه لاعلاقة له بالأمر ، وما عليه إلا التزام الصمت .. لأن المعركة عليه ، إنّما هي بين العامل الذي يكلمه وزميله ، العامل الآخر!
حال الشعب السوري ، اليوم ، بين القوى المتصارعة عليه ، لاسيّما إيران وإسرائيل .. هو حال بديع الزمان الهمذاني في الحمّام !
الشعب السوري ، اليوم ، الصاحب الحقيقي للرأس ، لا يحقّ له أن يتحدّث في أيّ أمر يخصّه ، ولا في أيّ قرار يتعلّق بمصيره ! فالصراع عليه ، وعلى وطنه ، وعلى حاضره ، ومستقبل أجياله .. ليس بينه وبين أيّة قوّة ، من القوى المتصارعة عليه ، بل بين القوى المتصارعة عليه ، فحسب ! أمّا هو، فما عليه سوى الصمت والاستسلام ، وانتظار نتيجة المعركة ، التي سيَعرف بها مصيره ، ويعرف أيّ الأطراف المتصارعة عليه، سيفوز برأسه، ويتحكّم بمصيره !
صاحب الحمّام ، المسؤول عنه ، وهو ، هنا ، بشار الأسد .. ضعيف هزيل ، لا يهمّه من أمر الحمّام ، وما فيه ، ومن فيه .. سوى بقائه في موقعه ، مسؤولاً عن الحمّام .. ثم ليذهب الشعب والوطن إلى الجحيم !
وربما ليس غريباً ، هنا ، في الحالة السورية ، أن يكون كل من الطرفين ، المتنازعين على رأس الشعب السوري ، حريصاً على بقاء رئيس الحمّام في موقعه ؛ بل مدافعاً عن بقاء هذا الرئيس ، في الموقع الذي هو فيه .. برغم تنازعهما الظاهر الشديد ، وادّعاء كل منهما ، بأن الطرف الأخر هو أعدى اعدائه ، ولو استطاع ، لألقى به في البحر!
نقول : ليس هذا غريباً على الطرفين المتنازعين ! لأن كلاً منهما ، يرى أن وجود هذا الرئيس ، يحقّق له أفضل مكسب يمكن أن يحلم به ، من حساب سورية ، وطنا وشعباً ! وأن أيّ رئيس ، سواه ، مختار من قبل شعبه ، سوف يقف بين المتصارعَين ، ويقول لهما : كفّا عن هذا العبث ! إن بلادنا ليست للبيع ، ولا للرهن ، ولا للإيجار.. وإن شعبنا شعب حرّ، لا يَقبل أن يخضع لأحد، مهما كانت قوّته ، أو سطوته !
فمتى يحظى الحمّام السوري الساخن ، بمثل هذا الرئيس .. وكيف !؟