الرئيسة \  واحة اللقاء  \  رؤية أخرى للوضع في سورية!

رؤية أخرى للوضع في سورية!

21.08.2013
تركي الدخيل

الرياض
الاربعاء 21/8/2013
    في ظهوره الإعلامي على قناة روتانا تحدث الأستاذ فؤاد الهاشم عن الوضع السوري. قال إنه في البداية كان متحمّساً للثورة غير أن دخول التطرف والمتطرفين على خطوطها وأنسجتها جعله يحذر كثيراً.
الهاشم تحدث بمنطق قد يستفز الكثيرين وبخاصةٍ مع انتشار أنت ضد القاعدة وضد جبهة النصرة إذن أنت مع الأسد! هذه معادلة باطلة، الموقف من الأسد أو النظام السوري أو أي طغيان موقف إنساني وواضح ولا يحتاج إلى فحوصات واختبارات، لكن في ذات السياق نحذر من المتطرفين والإرهابيين. هناك إعدامات ميدانية وقتل طائفي واستئصالات واستهداف للأطفال أيضاً.
العجيب أن بعض المثقفين العلمانيين السوريين يشتركون بدعم هذه التنظيمات وهذا ما حذر منه أدونيس، بل واستغرب وبمرارة من أشخاص كبار لهم مؤلفات نقدية عن اغتيال العقل والتجديد في التراث والنقد الفكري ومع ذلك ينافحون عن الجبهات المتطرفة.
أي ثورة في العالم يجب أن تمارس التفاوض، أيضاً القتال إلى ما لا نهاية أمر مستحيل، مئة ألف قتيل بسورية أي شرّ هذا؟! لابد من الحلول العاجلة لإيقاف هذا النزيف والإعداد العميق لحماية المنطقة من شر الأنظمة التي يمكن أن تفرّخ من خلال هذا الفلتان الأمني بسورية. نعرف أن القاعدة تنمو على المناطق المنفلتة، ولهذا فهي كما تنتعش باليمن ومالي والآن سورية والعراق من قبل كل هذا يؤكد على سلوك القاعدة التي تتغذى على الفلتان الأمني والاضطرابات والمناطق ذات الانغماس بالصراع.
الوضع في سورية الآن يتأزم والانتقال للتأزيم يتضح من خلال اللاجئين بأعداد مهولة يقطنون الأردن ولبنان، ومن خلال تفشي الطائفية في لبنان وغيرها من خلال إحراجات حزب الله للدولة اللبنانية بالانخراط ضمن الأزمة السورية عبر دخوله طرفاً في النزاع. الأزمة يمكن أن تتفاقم مع تحول التنظيمات الإرهابية بسورية إلى منظمات مستقلة بعضها لا يتبع البعض الآخر، وهذا يسبب أزمة كبيرة على المدى القريب قبل البعيد.
بآخر السطر، الحرب في سورية حرب أهلية والنظام طغى وبغى والمنظمات الإرهابية أيضاً طغت وبغت، آن أوان الحوار والحل السياسي للأزمة، فلا شيء أغلى من دم الإنسان الذي يجب أن يحفظ ويحمى وألا يكون موضع مرابحة دولية وإقليمية، فالإنسان أولاً وثانياً وثالثاً.
التفاوض جزء لا يتجزأ من أي عمل سياسي فمتى يتفاوضون أو يتحاورون؟!