الرئيسة \  مشاركات  \  رؤية: في ظل الواقع المتردي وتملص الحكومة

رؤية: في ظل الواقع المتردي وتملص الحكومة

10.12.2014
أ.عبد الرحمن صالحة



لقد دخلت المصالحة الفلسطينية في مرحلة تعد من المراحل الشاقة التي مرت بها، فبعد توقيع اتفاق تهدئة شاملة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية احتدمت المناكفات وساد التوتر والتراشق الإعلامي الذي لم يتوقف بين حركتي فتح وحماس منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي البربري على القطاع، حيث تتهم حركة "حماس" حكومة التوافق التي خرجت من رحم الشقاء بعد عسر دام سبع سنوات بالتهّرب من مسؤولياتها اتجاه غزة، والمتمثلة في عدم دفعها لفاتورة رواتب موظفي الحكومة السابقة، وتأخير عملية إعمار القطاع، والتخاذل في تولي إدارة المعابر، بينما ترد وتتهم حركة "فتح" حركة "حماس" بإقامة حكومة ظل في غزة كبديل عن حكومة التوافق، بالإضافة إلى منع الحكومة من تولي مهامها في القطاع.
عند النظر لوقعنا نجد قطاع غزة يعاني منذ توالي الحكومات الفلسطينية السابقة من أزمات اقتصادية في شتى الجوانب، ولكن ليس بالقدر والحالة الموجودة في الوقت الحالي ولعل أبرز ملامح الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها القطاع تتمثل في افتقاره للمنتجات والسلع والمواد الضرورية اليومية والمواد الإنشائية والوقود، بالإضافة لممارسة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين سياسة تقليص الخدمات تحت حجج وذرائع واهية مثل ضعف التمويل الخارجي للأونروا.
حيث تنعدم في هذه البقعة أبسط مقومات الحياة الإنسانية الكريمة، بما في ذلك إمدادات الغذاء والدواء اللازمة لعيش السكان المدنيين، فضلاً عن احتياجاتهم من المحروقات، والمواد الخام اللازمة للقطاعات الاقتصادية المختلفة، الصناعية، والزراعية، والإنشائية، والنقل والمواصلات، رغم أن قطاع غزة يحيط به سبع معابر، ستة منها تحت السيطرة الإسرائيلية وواحد خارجها، وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تبين أن معدل البطالة قفز نحو معدلات ونسب مذهلة بعد عدوان غزة واشتداد الحصار.
 من أجل الخروج من حلكة الظلام ومن النفق المظلم ومن أجل استبدال واقعنا البائس لسنا بحاجة لأفكار وهمية وغير واقعية، وقضيتنا حلها ليس بالمعجزة وليس بالأمر الصعب، اليوم في ظل انسداد الأفق التوافيق بين القوى السياسية الفلسطينية وغياب الديمقراطية وتملص حكومة التوافق لحقوق غزة والتنكر لكل اتفاقيات المصالحة لابد ان يقول الشعب كلمته في ظل برلمان فلسطيني معطل واستبداد عباسي.
 يجب أن يتدخل الشعب الفلسطيني في كل امكان تواجده في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القدس وفي الشتات وليس من مصلحته ان يبقى خامل ويمارس دور المتفرج وينتظر الحلول من القوى السياسية العاجزة بل يجب ان يصنع الحدث ويتبع استراتيجية النفس الطويل وان يستنهض الهمم من خلال النزول إلى الميادين التي تصنع الحدث والتي تغير الأنظمة كما شاهدنا من حولنا في أقليمنا العربي.
 اليوم مطلوب ثورة متواصلة على الانقسام ثورة متواصلة على حكومة التوافق العاجزة عن تلبية حاجات الناس الصحية والأمنية والاقتصادية في قطاع غزة،  وليس وقفه احتجاجية لمدة نصف ساعة وبعدها يتم العودة للمنازل بل ميادين مفتوح للاحتشاد في كل وقت، في غزة والضفة والقدس والشتات وان يكون بينهما تنسيق عالي في الداخل والخارج وموقف موحد وما نصبو إليه ثورة شعبية ترفع مطلبين الأول إعطاء مهلة إضافية محددة لحكومة التوافق بضرورة تلبية حاجات قطاع غزة فوراً دون مبررات والوقف بجانب معاناة الناس، خاصة بعد خروج قطاع غزة من عدوان إسرائيلي مدمر، وإن كل دقيقة تمر دون تلبية الحكومة لاستحقاقات القطاع سيؤدي به إلى حالة الموت البطيء أما الثاني في حال استمر التنكر ولا مبالاة من قبل الحكومة والسلطة يجب المطالبة بإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية فوراً ولا عودة من الميادين آلا بتحقيق أحدى هذين المطالبين مع أخذ بعين الاعتبار بعض الشروط قبل أجراء هذه الحراك أولها أضفاء الطابع الشعبي على هذه الثورة وعدم رفع أي راية لأي فصيل سياسي سوى علم فلسطين  ثانيها دعوة كافة الفصائل للمشاركة، ثالثها التخطيط الإعلامي المبكر والتغطية الإعلامية المتواصلة لميدان غزة وميادين الضفة والقدس وميادين الشتات فهذه الثورة لها انعكاسات وتداعيات محلية وإسرائيلية  وإقليمية ودولية وسوف تحرك الماء الراكد والموقف الفلسطيني المتشنج والمتصلب.