الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فراغ في الشرق الأوسط

فراغ في الشرق الأوسط

30.10.2013
جون ماكين وليندزي جراهام



الاتحاد
الثلاثاء 29/10/2013
يجدر بكل أميركي أن يكون مدركاً للتقارير التي وردت مؤخراً في بعض وسائل الإعلام الرئيسية، والتي تصف تخلي إدارة أوباما عن دور الزعامة في الشرق الأوسط وعواقبه الخطيرة بالنسبة لمصالح الأمن القومي الأميركي.
والواقع أنه لا شيء يُبرز هذه الإخفاقات بوضوح أكثر من تخلي الإدارة الأميركية عن الجيش السوري الحر وغيره من القوى المعارضة المعتدلة في سوريا. والحال أن أوباما كان قد التزم أمامنا في المكتب البيضاوي بأن استراتيجيته في سوريا تتمثل في إضعاف القدرات العسكرية لنظام الأسد، وتعزيز قدرات المعارضة المعتدلة، وتحويل الزخم على ساحة المعركة، بما يفضي إلى نهاية متفاوض بشأنها للنزاع ورحيل الأسد عن السلطة.
غير أننا لم نرَ أي مؤشر على أن هذا الالتزام قد تم الوفاء به أو طبق. بل إن قوات الأسد تواصل ترهيب الشعب السوري في وقت تستمر فيه المساعدة العسكرية والمقاتلون في التدفق على البلاد من «حزب الله» وإيران. وفي هذه الأثناء، تشدد روسيا على إزالة أسلحة الأسد الكيماوية، في الوقت نفسه الذي تعمل فيه على إعادة تزويد قواته بالأسلحة التقليدية. وبالطبع، فقد أضحت الأزمة السورية اليوم نزاعاً طائفياً إقليمياً امتد إلى الدول المجاورة، مهدداً مصالح الأمن القومي الأميركي ومصالح أقرب شركائنا. ونتيجة لذلك، فإن أي أمل في إنهاء هذا النزاع عبر المفاوضات في جنيف الشهر المقبل باتت حظوظه في النجاح تراوح ما ضئيلة إلى منعدمة من الأساس.
والأدهى من ذلك هو أن فشل الإدارة الأميركية في سوريا يعتبر جزءاً من فشل أوسع لمصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كله. ومثلما توضح التقارير الأخيرة، فإن إسرائيل وشركاءنا العرب بدؤوا يفقدون الثقة في كفاءة وقدرة وحكمة دبلوماسية الإدارة الأميركية في المنطقة. وقد أخذت علاقة أميركا بالسعودية، بشكل خاص، تتدهور بسرعة على حساب مصالح الأمن القومي الأميركي. ولعل أبرز مثال على هذا التدهور هو القرار السعودي الأخير بالاعتذار عن قبول عضوية مجلس الأمن الدولي. ووفق تقرير نشر مؤخراً، فإن مسؤولًا سعودياً رفيعاً قال لدبلوماسيين إن القرار هو «رسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، وليس إلى الأمم المتحدة».
وعلاوة على ذلك، فإننا نتقاسم التخوفات التي عبر عنها شركاؤنا الإقليميون بشأن أخطار الانجرار إلى مفاوضات طويلة مع حكام إيران تغدو تكتيكاً للمماطلة بالنسبة لطهران. ولذلك، علينا أن نكون مستعدين لتعليق تطبيق عقوبات جديدة، ولكن فقط إذا علقت إيران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم، وفي هذا الصدد، علينا ألا نقبل دوران أجهزة الطرد المركزي أثناء عقد المفاوضات.
إن الولايات المتحدة تعيش حالياً فشلاً خطيراً في السياسة وفقداناً للثقة في الشرق الأوسط. وفي هذه الأثناء، أخذت الأحداث في الشرق الأوسط تنحو منحى خطيراً، في وقت لم يعد يوجد فيه ما يدعو للشعور بالثقة في أن لدى إدارة أوباما استراتيجية لتأمين المصالح والقيم الأميركية في هذا الجزء المهم والحيوي من العالم.
عضوان في مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»