الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "ربما لا تعني سوريا الكثير لأوباما"!

"ربما لا تعني سوريا الكثير لأوباما"!

21.05.2013
سركيس نعوم

سركيس نعوم
النهار
الثلاثاء 21/5/2013
عن سؤال: ماذا سيكون أثر انتصار السنّة في سوريا على "حزب الله"؟ الذي طرحه رئيس مركز أبحاث اميركي عريق مؤيد جداً لإسرائيل، أجبتُ: أعتقد أن الوضع السوري يقلقه. لكنه لا يشعره بالرعب على الأقل حتى الآن. لكنه يمتلك أسلحة كثيرة تكفيه سنوات إذا قُطِع عنه الإمداد، علماً ان السوق السوداء موجودة للجميع في العالم. فضلاً عن أن انكفاء النظام السوري الى مربَّعه المذهبي بعد توسيعه الجاري حالياً قد يغيِّر طبيعة الصراع الدائر في سوريا، وخصوصاً في نظر المجتمع الدولي وتحديداً الدول الكبرى. ذلك أن أي محاولة لاجتياح المربَّع قد تُعتَبر من العالم، وفي ظل استشراء التطرّف والتشدّد المذهبيين عند ثوار سوريا، محاولة إبادة لأقلية. وفي أجواء كهذه فان كل الأقليات في المنطقة العربية بما فيها الشيعة يمكن أن يشعروا بشيء من الاطمئنان.
بعد ذلك سألني رأيي في ما يجري داخل سوريا. أجبتُ: لا أحد يستطيع ان يتكلم بجزم عن المستقبل. هناك عالم إسلامي أو بالأحرى مُسلِم صار إسلاموياً. وبسبب ذلك صار "الإخوان المسلمون" معتدلين في نظر قوى دولية كثيرة مقارنة بالسلفيين و"القاعدة" و"النصرة"... ولهذا السبب صار التعامل معهم مهماً ومطلوباً. في سوريا أعتقد أن بشار سينكفىء وقواته الى مربَّعه. وأرجح أن تسود المنطقة أو المناطق المُحرّرة فيه الفوضى على الاقل في المراحل الأولى. علّق على ذلك: "أنا كنت أفهم سياسة أوباما القاضية بعدم التورُّط في سوريا حتى الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي يوم الانتخابات الرئاسية وإن كنت لا أوافق عليها. أما الآن فأنا لا أوافق على سياسته السورية. ولا أعني بذلك انه كان عليه التدخُّل في سوريا بقوات عسكرية أميركية، بل أعني انه كان عليه وضع إستراتيجيا وسياسة تنفيذية يكون لها تأثير كبير على مجرى الأحداث في سوريا، وتُقنِع بشار ونظامه أننا ضدهما ومع إسقاطهما أو سقوطهما. الآن ربما يعتبر بشار أن أميركا على الحياد.
ماذا يمكن ان تفعل أميركا في رأيك"؟ أجبتُ: اميركا لا تستطيع التدخل عسكرياً بسبب تجارب العراق وقبله افغانستان. وأنا أساساً لست مع أي تدخل عسكري غربي أي مسيحي. لأن مُنفِّذيه على الارض سيتعرضون للاعتداءات والرفض من العالم المسلم الذي صار إسلامياً سواء بعد التخلص من الأسد أو غيره أو حتى قبل ذلك. وأعتقد أن الحل المفيد هو الذي يرتكز أولاً على مبادرة أميركا الى توحيد عربها أي عرب الاعتدال المؤيدين للثورة السورية ومعهم تركيا. وهم الآن معسكران متناقضان. ويرتكز ثانياً على توحيد هؤلاء العرب المعارضة السورية السياسية بمساعدة اميركية. ذلك أن بعضها مع اسطنبول، وبعضها مع القاهرة، وبعضها مع قطر، وبعضها مع السعودية. ويتركز ثالثاً على مبادرة المعارضة بعد توحيدها الى توحيد الثوار السوريين وتحديداً الى إنشاء "جيش سوري حر" فاعل وقوي ومدرَّب، وإلى تزويده الأسلحة التي يحتاج إليها في معركته. ومن شأن ذلك تقليص قوة جذب المتشددين والتكفيريين، الذين أكثر من نصفهم غير سوريين، للشعب السوري ودفعه الى التعلّق بالجيش الحر. علّق على ذلك: "الخطوات التي كان يمكن أن تقوم بها أميركا تفوق وبكثير من حيث النتائج (الـRisk) أي المخاطرة التي يخشاها أوباما".
قلتُ: سمعت الكثيرين في عاصمتكم يؤكدون ان الرئيس أوباما سيضرب إيران عسكرياً إذا استمرت في مشروعها النووي، وقاربت على نحو جدي تحقيق إنجاز على هذا الصعيد. وسمعتُ آخرين يؤكدون أنه لن يضربها على الإطلاق. وهي تعتقد أن لديها وقتاً تستطيع الإفادة منه لتحقيق الإنجاز المذكور لأن رئيس أميركا لن يضربها. هل تعتقد انها تخطىء الحساب؟ أجاب: "قد تخطىء إيران في الحسابات. فأوباما وبعد أفغانستان والعراق لا يريد التدخل عسكرياً في أي مكان. وسوريا ربما لا تعني له الكثير. وهو لا يريد توريط أميركا من جديد. لكن الظروف والتطورات في سوريا قد تفرض عليه التورط تدريجاً وإنما من دون أن تكون عنده إستراتيجيا شاملة. وذلك يعرِّضه للوقوع في "الأفخاخ" أي في ما يخشى الوقوع فيه. هذا سوريّاً. أما إسرائيلياً فأعتقد أنه وفي وقت ما سيجد نفسه مضطراً لضرب إيران إذا اقتربت من مرحلة الإنتاج الجدي لأسلحة نووية". سألتُ: ماذا عن مصر؟ ماذا عن ثورتها و"إخوانها" وعسكرها؟
تحدث بخيبة أمل كبيرة عن الجيش وتحديداً المجلس العسكري الحاكم انتقالياً، وعن "الإخوان المسلمين" اللذين بسبب قصور أحدهما وأجندة الآخر أدخلا مصر في نفق طويل. ماذا قال؟