الرئيسة \  مشاركات  \  ربيع العرب

ربيع العرب

18.09.2016
همام أقرع


دخل ربيع العرب عامه السادس ومازالت نظرتنا إليه اقليمية إلى حد بعيد بل حتى أن بعض المواطن يندى لها الجبين إذ عندما نسمع أن الإجتماع الأخير للجامعة العربية تمخض عن رفض لتمثيل الثورة السورية فيه لإعتراض دول مثل تونس على ذلك رغم أنها من أوائل الدول التي نفضت عنها غبار العهد الدكتاتوري نرى أن الفجوة مازالت كبيرة عن ادراك المعنى الحقيقي للحرب التي نخوضها فمازال السوري يتكلم عن القضية السورية دون مايعنيه مايحدث في اليمن أو في ليبيا ومازال المصري يشتكي من حكم العسكر وكان الأولى به دعم القضية السورية في عهد مرسي قبل الإلتفات للخطابات الرنانة من طهران باسم المشاركة في مؤتمرات لاتمثل الإسلام في شيئ فلن تكون هناك فرحة بانتصار ولاعبرة بإخفاق.
إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال إن المؤمنين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى لم يقل ذلك عبثا والمثل القائل أكلت يوم أكل الثور الأسود ينطبق على حال دول الربيع العربي يوم تخاذلت مصر الثورة عن دعم شقيقتها سوريا لم يعد لها بواكي بعد عودة حكم العسكر وهاهي تونس اليوم تسير على نفس المنوال وإنا إذا لم نر في فشل الإنقلاب العسكري في تركيا حلقة من حلقات النصر في درب الربيع العربي وإذا لم نر في انفكاك أوكرانيا عن روسيا والتحاقها بركب المعسكر الغربي هزيمة لروسيا التي كانت تعول على أوكرانيا لإعادة أمجاد الإتحاد السوفييتي ضمن تجمع كبير لدول شرق آسيا يضاهي الإتحاد الأوربي لن
ندرك أبعاد الحرب التي نخوضها والتي بدأ بعض كبار الساسة
في الغرب يصفها بانها حرب عالمية
وأدل مايدل على ذلك عندما وصف الرسول الكريم أشراط
الساعة كعقد المسبحة إذا ماانقطع تتالت حباتها الواحدة تلو الأخرى ألا يعني ذلك أن مايجري في سوريا له علاقة وثيقة بما يجري في تركيا أو أوكرانيا أو اليمن...؟
مازلنا نبكي على حصار حلب وفي حصارها حققنا انتصارات كبرى في مواطن أخرى كفتح جبهة الساحل من جديد واستعادة الجبهة الجنوبية في خان طومان وتلة العيس وحتى في الغوطة هذا على المستوى المحلي وافشال مخطط الإنقلاب إذا لم نفرح به كنصر لنا أو إذا ماغضضنا الطرف عن احراز الليبيين لإنجاز حكومة الوفاق التي بدأت تعطي ثمارها بدحر داعش في سرت بعد خمس سنوات من التخبط فإن أمثال حفتر سيظلون يطمعون بجزء من كعكة الإنتصار يحفزهم في ذلك كل متربص لنا.
كيف يكون تضامن مع بقية ثورات الربيع العربي إذا لم يكن همنا لما يحدث في ليبيا واليمن كهمنا لما يحدث في حلب وأخواتها,,,؟