اخر تحديث
الأحد-28/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ رجالات سورية : الطبيب الشاعر المجاهد صالح قنباز
رجالات سورية : الطبيب الشاعر المجاهد صالح قنباز
08.04.2015
محمد فاروق الإمام
ولد الدكتور "صالح محمود قنباز" في "حماة" عام 1887 وبعد أن درس فيها رحل إلى "دمشق" عام 1901 وأكمل تحصيله العلمي في مدرسة "عنبر" ثم التحق بالمعهد الطبي "بدمشق" وتخرج طبيباً عام 1910 وتخصص بالأمراض الباطنية ثم عاد إلى "حماة" بعد أن ذاع صيته ولمع نجمه
.
خاض ميدان الأعمال الاجتماعية وسخر مواهبه للمصلحة العامة وعاش لقومه لا لنفسه، فما عرف الحمويون مشروعاً نافعاً ولا حركة مباركة قاموا بها إلا كان هو على رأسها وقائدها، ولما أعلن النفير العام عين طبيباً برتبة رئيس (نقيب) في الجيش ثم نقل إلى "القدس" وأصيب هناك بالحمى، وتلقى أمر نفيه من الطاغية "جمال باشا السفاح" إلى "الأناضول" عندما كان يقضي فترة النقاهة فسيق إليها مع عدد من الأحرار المنفيين، وبقي حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وعاد إلى "حماة" فعين طبيباً لحكومة "حماة" ثم فضل العمل الحر فاستقال منها، وفي نيسان عام 1923 انتخب لعضوية المجمع العلمي العربي "بدمشق"، وفي عام 1924 قررت الجمعية الآسيوية في "باريس" انتخابه عضواً عاملاً في هيئتها المركزية، وذلك لمهارته بفن التعليم وطول باعه بعلم النفس، كما كان إلى جانب كونه طبيباً، شاعراً مبدعاً خاصة في نظم الأناشيد الوطنية.
لما نشبت الثورة الحموية ضد الفرنسيين في مساء يوم الأحد 4 تشرين الأول عام 1925، كان الدكتور "صالح" يضمد جراح المصابين ولم ترقد له عين، وفي صباح يوم الاثنين خاطر بنفسه تحت وابل الرصاص ليدخل إلى بيوت الجرحى ويسعفهم، وبعد عودته إلى بيته الكائن في "تل الدباغة" الملاصق
"لتل صفرون" لم يلبث فيه قليلاً حتى طوق الفرنسيون التل المذكور وأخذوا يطلقون الرصاص على المارة حينها سمع صراخ أحدهم أمام باب بيته طالباً النجدة فهب مجيباً وملبياً للنداء الإنساني والطبي، ولكنه لم يكد يطل من باب بيته حتى سقط على الأرض مصاباً برصاصتين في رأسه على يدي جندي فرنسي كان يترقب من يخرج من هذا البيت، وبقيت جثته مرمية على الأرض دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منها. ولما خفت الوطأة وأظلم الليل أدخله أهله إلى بيته، وفي الصباح لم يتمكن أحد من الرجال الوصول إلى بيته ليحمله إلى مقر دفنه فحملته النساء إلى الزاوية الشرابية القريبة من بيته فدفن بها بثيابه المضرجة بالدماء.
وفي تلك الأثناء داهم الجنود
بيته وحطموا الأبواب والنوافذ والمكتبات بعد أن ترك أهله البيت فراراً بحياتهم لمدة خمسة أيام، ونهبوا مخطوطاته وكتبه النفيسة ومجموعاته التي قضى حياته في جمعها وتأليفها وتدوينها
.
وهكذا أصبح مضرب الأمثال في وطنيته وخدماته الإنسانية والاجتماعية التي خلدت آثاره ومآثره
.