الرئيسة \  واحة اللقاء  \  رحيل الشعب أم رحيل النظام!

رحيل الشعب أم رحيل النظام!

13.02.2016
يوسف القبلان



الرياض
الخميس 11/2/2016
    مرت الثورة السورية بفصول كان فصلها الأول سلمياً، وكان بالإمكان بدء مرحلة تنموية تنقل سورية الى دولة حديثة، ولكن النظام أصر على الحل العسكري الذي يحافظ على مكاسبه مهما كانت خسائر الوطن.
خسرت سورية وتدخلت ايران وروسيا، وتساءلت أميركا: ماذا نريد؟
وانتظرت بريطانيا كعادتها موقفا أميركيا واضحا فطال الانتظار! واحتارت بقية الدول الأوروبية في اختيار الموقف المناسب.
سنوات مرت على هذه المواقف وسط مأساة انسانية شردت الملايين وقتلت الآلاف. وفجأة تحول النظام السوري من كونه هو المشكلة الى أن يكون جزءا من الحل بدعم من روسيا وايران ورمادية أميركا والدول الأوروبية.
النظام السوري يبقى بعد أن فتح الباب لدخول المنظمات الارهابية، ورحيل الشعب الى المجهول. هذه الأوضاع التي اخترعها النظام السوري أرادت أن تقول إن المعارضة هي جماعات إرهابية، وأنه لا حل في سورية الا بمحاربتها. وهكذا أصبح النظام جزءا من الحل، وشريكا في محاربة الإرهاب! وهو أساسا مصدر الارهاب!
تأخر المجتمع الدولي في نصرة الشعب السوري فتحول الى مأساة انسانية. كان الشعب يطالب بحقوقه الانسانية، كان يبحث عن الاصلاح، والعيش الكريم، بعد فترة انتظار طويلة لم يقدم فيها النظام غير الشعارات الخادعة والوعود الكاذبة. وبعد مرور خمس سنوات على انطلاقة الثورة السورية، وبعد القتل والتشريد والهروب بزوارق الموت، بعد أن تحولت الى مأساة إنسانية، وبعد دخول ايران وروسيا ضد الانسان السوري الباحث عن الحرية، وبعد تدفق الأسلحة الروسية المتطورة الى سورية، بعد كل ذلك كان تعليق وزير خارجية أميركا هو قوله (إن الدعم الروسي المتواصل للأسد يمكن أن يفاقم النزاع)!.
أما روسيا فتزعم أن تدخلها في سورية هو ضد الارهاب. وهذا تبرير يذكرنا بمبرر أسلحة الدمار الشامل الذي اتخذته أميركا مبررا لغزو العراق. ومن الطريف الآن حسب رأي المعلقين أن أميركا كانت تقدم تقارير غير دقيقة وربما خادعة عن ضرباتها لداعش وخسائر داعش كمبرر لعدم التدخل في الشأن السوري! يعني أنها كذبت كي تتدخل في العراق، والآن تكذب كي لا تتدخل في سورية!
وهكذا يجد الشعب السوري أن المصالح السياسية والتجارية تغلبت على الجوانب الانسانية. سياسة بلا أخلاق تبحث عن القواعد العسكرية وصفقات السلاح وتتغنى بحقوق الانسان. سياسة تدافع عن نظام يصنع الارهاب بحجة أنه يحارب الإرهاب!
إنها قصة ثورة سورية تحولت الى أزمة بفعل صراع المصالح وفي ظل واقع عربي بعيد جدا عن العمل العربي المشترك. واقع شجع ايران على التدخل في الشؤون العربية واستغلال ظروف الوطن العربي الصعبة بإشعال الفتن وايجاد أذرعة عسكرية تخدم أطماعها.
كان الشعب السوري يريد إسقاط نظام ديكتاتوري فاسد لكن التدخلات الأجنبية التي لا يهمها مصلحة الشعب السوري بل مصالحها أسقطت الشعب ورمته في البحر وأبقت على النظام ليتحاور من أجل البقاء!.