الرئيسة \  واحة اللقاء  \  رسائل أوباما لطهران تمر عبر دمشق

رسائل أوباما لطهران تمر عبر دمشق

09.07.2015
الوطن السعودية



الاربعاء 8/7/2015
بالتزامن مع المحادثات بين مجموعة 5الاربعاء 8/7/20151 وإيران حول الملف النووي، يمكننا فهم مدلولات التصريح الأخير للرئيس باراك أوباما حول الأوضاع في سورية.
أوباما عاد إلى القول إن بلاده تتعهد بدعم المعارضة السورية المعتدلة، وقوله: "في الوقت الراهن نواصل تكثيف تدريباتنا ودعمنا للقوات المحلية التي تحارب تنظيم داعش على الأرض".
هذه إشارة معتادة من الرئيس الأميركي إلى طهران، وليس إلى دمشق أو إلى المعارضة السورية المعتدلة. المعني الأول بهذه الرسالة هو النظام الإيراني، مع أن طهران باتت هي الأخرى تعرف أن هذه الوعود الأوبامية ليست سوى جعجعة فارغة.
أيضا تصريح أوباما حول الوضع في العراق يعد رسالة أخرى إلى النظام الإيراني، حيث يقول الرئيس الأميركي: "نحن نقوم بتسريع التدريب للقوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية ومنها متطوعون من قبائل "سنية" في محافظة الأنبار".
إدارة الرئيس الأميركي مصممة على عدم الخوض في تفاصيل المعارك الدامية في العراق وسورية. ومصممة على أن الحرب على "داعش" والتنظيمات الأخرى ستأخذ وقتا طويلا، أي أن يد الإدارة الأميركية ستبقى مرفوعة عن هذه التنظيمات، وعن نظام دولة الأسد أيضا، وكل ما يشغل بال الرئيس أوباما هو تحقيق المبدأ الذي يحمل اسمه، والذي يعتمد على سياسة القرب من طهران وعدم قطع الطريق معها، وذلك من أجل توازنات جديدة لا يؤمن بها سوى الإدارة الحالية للرئيس الأميركي.
مهما يكن من أمر فإن أي اتفاق أميركي إيراني سيكون على حساب المنطقة، أو على الأقل ستكون له تبعاته المؤثرة في المنطقة لمصلحة طهران، هذه هي الحقيقة، فإيران لن تتنازل عن كل شيء، وكل ما في الأمر "مفاوضات"، إن تنازلت طهران عن شيء فبالتأكيد أن فرصا أخرى وشروطا إقليمية إضافية ستقبل بها دول المجموعة لمصلحة دولة الفقيه.
الأزمة السورية، والأوضاع في العراق ستكون في صميم جدول الاتفاق النووي، أما اليمن فخرجت -بحمد الله- من هذه المعادلة، بفضل "عاصفة الحزم"، وهو ما يحسب للمملكة ولدول التحالف، في قطع طريق المساومة السياسية على هذا البلد العربي.