رسائل طائرة 01-09-2022

زهير سالم*

الصلاح ليس مئنة القوة…أن تقول كان فلان عالما صالحا.. أو شيخا صالحا… أو رجلا صالحا شيء، وأن تعني بالصلاح الذكاء والفطنة والقوة والقدرة والغنى شيء آخر.
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال عن أبي ذر رضي الله عنه،؛ ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر، قال له حين سأل الإمارة، يا أبا ذر إني أراك ضعيفا.
عايشنا في شبيبتنا كثيرا من العلماء الصالحين، وكنا نعلم أن أحسنهم طريقة لم يكن في مرتبة أبي ذر..
ويكون مع الصلاح الضعف، ويكون معه القصور ، وتكون معه الغفلة، وما أكثر ما ضربوا الأمثال بغفلة الصالحين، اعتذارا لهم أو عنهم، ويكون مع الصلاح الفقر، وكان جل من نذكر من علمائنا الصالحين موظفين في وزارة الأوقاف ينتظرون استحقاقهم الشهري، ليعيشوا كما يعيش الناس. ولم يكن هذا ليعيبهم ولا ليقلل من شأنهم! ، وجلهم لم يرث عن والديه إقطاعا ولا كراعا..
وعشنا مع هؤلاء الشيوخ سنوات من الخوف، حيث كانت أنياب الظالمين ومخالبهم لا توفر ولا توقر..
استمرار النفخ والنفش لن يخدم قضيتنا الشرعية ولا الدعوية ولا الوطنية!!
والتنبيه على هذا أصبح من الضرورة بعد ما كثر ما نقرؤه عن امبراطوريات الوهم.. التي يغدو بها علينا أقوام ويروحون.
وأجل مشروع عام عمل عليه الآحاد منهم من أمثلهم طريقة، أن يخرج جيلا مأمونا من أئمة المساجد يغطون الثغرة في حياة المسلمين. أما العمل على مشروع وطني عام يخرج سورية والسوريين من أزمتهم فقد كان ذلك عن أفق السادة الأجلاء جد بعيد..
ولقد رأيتُنا كأبناء جيل نسام الخسف في مدرسة البعث باسم الفتوة والثورة وما نجد من الصالحين من علمائنا ناصرا..
وبلغ الأمر ببعضهم ونحن في بلد مسلم، أن يجعل موعد الامتحان في الجامعة يوم الجمعة، ساعة الجمعة، أو قبل صلاة المغرب بنصف ساعة مع المنع من الصلاة أثناء الامتحان، والإكراه على ترديد عبارات لا يرضاها الله ولا رسوله، فلا نجد في كل هؤلاء الذين نتفاخر بذكر ولايتهم وكرامتهم ومعجزاتهم من يجرؤ على إنكار.. أو من يعين على ..
ومن استزادني زدتُه من هذا البلاء زدته وأمسك خيفة الجهر بالسوء.،
هذا كلام أحبسه مند سنين؛ وأنا سمع الناس يتكاثرون أو يتفاخرون.
فكفوا عن الخلط والنفج والنفخ فقد بلغ السيل الزبا، وتجاوز الحزام الطبيين.
وقد أدخل الملازم أول بطرس شكر في سنة ١٩٦٥ أحد زملائنا غرفة الفتوة، وأقفل عليه الباب، وأخذه دقا ودوسا، حتى كسر ذراعه..
واستنجدنا كطلاب بغرفة المدرسين فلم يتحرك منهم غير الاستاذ فاضل ضياء الدين رحمه الله تعالى وظل يضرب على باب الغرفة المغلق..
لا والله ما تحرك من أجل الزميل مكسور الذراع أحد، وجاء والده في اليوم التالي إلى المدرسة ثانوية المأمون أقصد والتي كان مديرها عبد القادر مايو ، فرجع الوالد كما جاء..
لم تثر حلب، لم يخطب رجال الله على المنابر، وكأن ثانوية المأمون تحولت إلى فرع من فروع المخابرات.
(اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)
====================
في الحديث الشريف: وكره لكم قيل وقال.
في المأثور البلدي: قالوا وقلنا، وقلنا وقالوا..سبحة الشيطان.
=====================
وسألوهم ماذا حصل في اجتماع الدول الخمس عشرة في جنيف..
انقسم المجيبون من الحاضرين إلى فريقين:
فريق قال: قلنا وقالوا..
وفريق قال: قالوا وقنا..
على كل هذا يعبر عن تقدم في مسيرة قيادة المعارضة السورية، فقد تعودنا أن نسمع منهم على مدى الأعوام الماضية:
قال لنا معالي الوزير..
قال لنا سعادة السفير..
وبخصوصية أكبر: قالي لي، مكان قالنا لنا..
____________
*مدير مركز الشرق العربي