رسائل طائرة 01/06/2022

زهير سالم*

تتابع علي السؤال: لماذا سورية وليس سوريا.
والجواب باختصار لأنه خيارنا العربي الأصيل يوم كنا عربا نملك خيارتاتنا وقرارنا قبل عصر الفتن..
"سوريا" كذا وردت في كل المراجع والتواريخ الأعجمية. ومنها اليونانية والبيزنطية والآرامية السريانية ، وفي الانجيل المترجم عن اليونانية حيث ذكرت سورية فيها برسمها سوريا ٣٠٠ مرة.
وهكذا يتعلق بعض الناس في إعجام العنوان انتصارا لتاريخ قد كتبه اليونان والرومان. قطعا ما بيننا وبين هويتنا.
"سورية"
وإليكم التفصيل
وردت في مقدمة دستور ٥١ هكذا "سورية"
هناك قرار من المجمع العلمي في دمشق بالتمسك بتسميتها سورية. وكتابتها سورية.
هناك قرار سابق ولا أحب أن أعول عليه،
وحيث وردت في المصادر العربية التراثية التي تابعناها سميت "سورية" ومنها، تاريخ الطبري في عدة مواضع، وفي لسان العرب، "شعير سورية" وفي معجم البلدان لياقوت الحموي "سورية"
وفي خطط الشام لكرد علي "سورية اسم غلب تسميته على القطر الشامي من خلال عهد الاسكندر"
ويشرح في موضع آخر سبب تسمية "سورية"
ومن لا يعجبه اسم سورية يمكن ان نستبدل به اسم الشام المبارك وهو الأحب إلينا
===========================
بلغني أن ثلاثي اللجنة الدستورية مختلفون على كتابة اسم سورية. ودون أن أعرف عن هوية المختلفين، ومَن أي الشركاء ذي الثلاث شعب هم، أقول هي عندنا سورية، ولا نقبل أن يقال سوريا أبدا…
بني سوريةَ اطّرحوا الأماني
وألقوا عنكم الأحلام ألقوا
فمن خدع السياسة أن تغروا
بألقاب الإمارة وهي رق
اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم
===========================
عقل باب الحارة.. وزعامة شمشون
ونجح مسلسل باب الحارة ذلك النجاح الكاسح لأن نسبة كبيرة منا ما تزال تعيش في عقل الحارة، وأحلام الحارة، وتحديات الحارة..
وينجح علوج الشماشين في السيطرة علينا لأن في نفوس الكثيرين شمشون صغير، يحب أن يتغذى بمثله.
لا أسمع الناس كثيرا يتحدثون عن الشاعر اللبناني، إلياس أبو شبكة، وديوانه أفاعي الفردوس. ولكل شمشون دليلة تذلله وتقص شعره. ويخاطبها الياس بقوله:
إن للحسن يا دليلة أفعى
كم سمعنا فحيحها في سرير
أدام الله نعماء الجحيم على أصحابها.
===========================
حول العداون على سيدة مسنة من شاب أرعن!!
طبعا أنا واحد من عشرات الألوف من الناس، الذين آلمهم فيديو الاعتداء الآثم على المرأة المسنة من قبل شاب أرعن شَموس..!!
ثمة سؤال بفرص نفسه عليّ:
هل لو كانت المعتدى عليها مسنة تركية، ويعتدي عليها شاب تركي، كان الألم الذي سببته الواقعة لي سيكون أقل!!
نعم الواقعة ذكرتنا كسوريين بقلتنا وذلتنا، ولكن، ما يزال شيء ما يجب أن يذكرنا بإنسانيتنا..
انتماؤنا لإنسانيتنا في المشهد الذي نحن فيه يوسع ظهيرنا!!
منذ أسبوع على إحدى المجموعات، شهد بعض الثقات، أن مؤلف موسوعة حلب "خير الدين الأسدي" صفع يوما ما أباه.،
وكان أبوه عالما فاضلا، وشهدوا وأشهدوا الثقات أنه صفعه على ملأ من الناس، حتى أسقط عمامته على الأرض، عمامة الأب الشيخ أقصد..
ما أزال أتمضمض بهذه الشهادة ولا أسيغها!!
في أدبنا البلدي وأنا أحب هذا الأدب، يحصل أن يتطاول رجل كبير في السن على شاب مؤدب وقد يكون الشاب مجرد عتال في سوق الهال، يرد الشاب وهو يتمالك نفسه ويضبطها: روح يا عمي انت قد أبوي ولا أستطيع أن.. أو يقول : لو ما كنت قد أبوي لكنت..!!
المهم بعض الدروس الايجابية والسلبية طعمها إنساني. والطعم الانساني هو الأحلى والأسمى..
وعندما يرتكب الولد في بيئتنا البلدية الفعلة الشائنة، تضرب أمه على بطنها أمام الناس وتقول: ليتني كنت عقيما …
أتفهم خصوصية الشعور بالألم، وخصوصية إنكار المنكر، ولكنني أظن أن توحيد دائرة المنكرين عربا وتركا وكردا سيكون أجدى..
لو أنسنّا موقفنا لكنا أكثر جدوى وعلى المحاور كلها.
===========================
ومن قصور بعضهم وهم على الكرسي الهزاز يتأرجحون..
أنهم يظنون أن التحول في المواقف الكبرى، وعن المحاور الأساسية، يأتي نتيجة نزوة أو ساعة غضب، أو واقعة مشؤومة فيرد عليها الإنسان العجل بموقف عجل، على طريقة قانون نيوتن الثالث، تضرب الكرة في الحائط فترتد عليك!!..
التحول في المواقف الكبرى لا ينشأ عند من يملكون مُسْكة هكذا، ولا يقرؤه من يملكون مُسكة هكذا أيضا، وإنما ينشأ عن جملة من المعطيات والتراكمات، والأفعال والعوامل تشترك كلها في تحول الإنسان من راغب "في" إلى راغب "عن" ومن مدافع "عن" إلى نابذ ورافض ..
قالت العرب وما أجمل ما قالت:
امْتَلأَ الحَوْضُ وَقالَ قَطْنِي ... مَهْلا رُوَيْدا قَدْ مَلأْتَ بَطْني
نعم قد ملؤوا عقولنا وقلوبنا هما وغما وحزنا واستكبارا وبطرا، وقد ظلوا وما زالوا يبيعوننا الحشف، ويسموننا سوء الكيلة.
ويرد عليّ أحدهم: إن الواقعة لا تســـتحق!! عن أي واقعة تتحدث يا أخا الوهم ؟؟؟
____________
*مدير مركز الشرق العربي