الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 06/04/2020

رسائل طائرة 06/04/2020

06.04.2020
زهير سالم




مضى زمان ..
كنّا نسمع به عبر موجات الأثير
اطمئنوا وطمنونا عنكم .
والخوف غريزة إنسانية إيجابية . المذموم منها هو التمادي فيها .
علامة إيجابية يبديها الطفل الصغير عندما يبدأ بالخوف ويتوقف من الهجوم على إبريق الشاي الساخن .
لا بأس ان تستشعر الخوف،
وأن تقدره فيمن حولك من أهل بيتك ،فكلهم يفكرون كما تفكر ...
جمبل  ان تمتلك الحكمة في السيطرة على خوفك ، وتأمين خوف من حولك ما استطعت . جميل ان تكون مبشرا ومؤملا . يقول لك أشعر بحرارة أو سعال أو رأيت في المنام فتهون الأمور في نطاق ما يمكن تهوينه ..
جميل ان تخوّف المغامر اللامبالي من المرض لينضبط، وتبين له ان خطر إصابته لن ينعكس على شخصه فقط وأن إصابة الواحد بإصابة سبعة من الأقربين ..
لا أحد من الناس مشغول هذا الزمان . فالكل يقلب أوراق الملل والسأم . والمكالمات  حول العالم غدت مجانية ؛جميل ان تقشع سحب السأم عن فضائك بهاتف صلة برحم او اخ او صديق ستدفع عنه السأم أيضا . ونحتسب عند الله اجر الصلة
جميل ان تجعل لنفسك برنامجا في كل يوم خمسة اتصالات لأناس عاشرتهم ونسيتهم . العامة عندنا كانوا يحتسبون على الله أن يسألهم عن صحبة ساعة ..فكيف إدا كان مع الصحبة خبز وملح ومعزز بكاس من الشاي ، أو  بتاريخ من ...لا أدري لماذا  العامة في بلدنا يضربون المثل على حسن الصحبة بصحبة أصحاب الكاس والطاس يرونها أمتن وأبقى!!
واصلوا تصلوا .
جميلة هذه الحكاية
كان أحد مشايخنا يحكي لنا عن مجاهد من جماعة عبد الكريم الخطابي يقتحم الغمرات ولا يبالي فيسأل عن ذلك فيجيب بلهجته المغربية :
أنا مش طماع وربي مش غدار ..
لا نطمع بأكثر من أعمارنا التي كتبت لنا ،ونحن أجنة في بطون أمهاتنا ..
وملك الموت لن يجد في موسم كورونا فرصة لينال منا .
كل شيء عند ربنا بمقدار .
ولكن
أبشروا وأملوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة.
ألظّوا بيا ذَا الجلال والإكرام ..التحقوا  الله لطيف بعباده .
خائف يستشعر الأمن بالكتابة إليكم .
وكلنا في كلاءة الرحمن وحفظه .
يقولون مرضنا فما عدتنا
وكيف يعود مريض مريضا
المستأنس دوما بكم الداعي بالحفظ لكم
============================
رسالة موجزة :
حول إغلاق المساجد ووقف الجمعة والجماعات ..
نشعر بالألم الشديد لإغلاق المساجد ، ووقف الجمعة والجماعات . ولكننا نؤيد ذلك ، ولا نستنكره .  ونطالب كل مسلم بالالتزام به . ونرفض قول من يقول : إن الله غاضب من عباداتنا فأغلقنا دوننا أبوابه . وفي هذا الادعاء الباطل تأل على الله ، جل الله . وقد صح عندنا في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه : إن الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " لا تغلقوا باب الله على طلابه أيها الجاهلون . وقد كان من خصائص نبينا ، وخصوصية شريعتنا أن جعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا . فإن أغلق مسجد الحي ، فمسجدك في ركن بيتك موصول إن وصلته . ثقوا بالله ، وأحسنوا الظن به ، وأعملوا نواميسه .
أيها المسلمون لا يتلاعبن بعواطفكم الذين لا يوقنون ، والذين يفسدون ولا يصلحون :  " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون "