الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 17-10-2022

رسائل طائرة 17-10-2022

17.10.2022
زهير سالم



زهير سالم*

معنى غلبني..
وبينما أنعى أختنا الراحلة الكريمة أم خالد زوجة أخينا رشيد العيسى..رحمهما الله تعالى
تذكرت حكاية هجرة اخينا ابي خالد، يوم هاجر..
وقد هاجرنا في وقت متزامن. وجعلنا لحين من الدهر حكايات نجوتنا من أيدي الظالمين، مادة للسمر، وكانت حكاية هجرة أخينا الدكتور رشيد العيسى رحمه الله تعالى أكثر تشويقا فاستعدناها منها مرات..
وأعود إلى المعنى الذي غلبني…
نحن الجيل الذي هاجر منذ ما يقرب من نصف قرن، خرجنا ونحن شباب في مقتبل أعمارنا، ثم استتبع كل واحد منا زوجه وأطفاله، وكان كبير أطفال معظمنا،  في العاشرة أو السابعة،بالنسبة لي كان الكبير عندي في الرابعة..
نحن هذا  الجيل من المهاجرين الذين عشنا الهجرة معا، وحملنا الهم الذي كنا نظنه راية معا، عانينا معا،  أملنا معا، خفنا معا، تواصينا بالحق وتواصينا بالصبر…
لماذا لا يكون لنا بعد كل هذا السنوات عنوان..
عنوان لتجمع أو رابطة تذكرنا بأنفسنا حتى لا ننساها..
أخ مرض ..
أخ أصابه عرض..
أخ صار إلى ربه، فنرد جميعا:
يرحمنا الله وإياه، أو يرحمه الله وإيانا..
أعترف ان تلك الهجرة كانت بالنسبة لبعضنا او للمساكين منا، وأنا منهم، مثل الرحم..
وأغنتنا تلك الصحبة على وجه ما عن الأم والأب والأهل والعشيرة.. حيث فقد أطفالنا ظلال معاني الجد والجدة والعم والخال والعمة والخالة..
اأقول لماذا لا يكون لنا عنوان يخبرنا كلما سقطت ورقة من أوراق دوحتنا فنبادر الى الاستغفار لها..
كل الذي نرجوه من كل عشرتنا، أيامنا وليالينا، أننا إذا متنا ان يُستغفر لنا، ويقال لواحدنا إذا قيل قد قضى ومضى: رحمه الله وغفر ذنبه..
وإني لأطمع من إخوة هذه الهجرة  بهذا الطمع فقط، بالكثير..
تجمع لا ترتبط به غير معاني البر والصلة والود والدعاء والاستغفار..
منذ أيام كنت أذكر اخا، أتذكر يوم وجدتني هائما في مسجد…
فقال: أذكر هذا ولا أنساه، وكم أعجبني ان ذاكرته تحتفظ…
فهل في أهل العزائم من يجيب..
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)
____________
*مدير مركز الشرق العربي