الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 19/05/2022

رسائل طائرة 19/05/2022

19.05.2022
زهير سالم



زهير سالم*

حوار أو جدال ..
قال: نحن..
قلت: نحن نحتاج إلى خمس جلسات حوار مبرمجة وموضوعية، حتى نتفق على خطوط عائد الضمير "نحن" الأعرض
أجاب مختصرا متسرعا: نحن الذين بايعوا محمدا
على الجهاد ما بقينا أبدا
ونعما ما قال..
وأستطيع أن أوصف عشرة أحزاب إسلامية، تلتقي على هذا العنوان، وتختلف على البرامج في خطوطها الأعرض.
اثنين أو ثلاثة منها يمكن أن أرتضيها فقط..والباقي أنا منها بعيد
واسأل أي داعشي أو صاحب غلو عن شعار نحن الذين بايعوا محمدا
هل ترى أو تسمع أحدا منهم ينكره أو يرفضه.
قال: الله .. الله على الجد
قلت: الجد.. الله ... الله عليه
====================
وألح عليّ في بيان ما أريد من حكاية العالمين..
في الموقف الذي نحن فيه أريد فقط أن أنهي للناس أن في شريعتنا يسر.وأن في اختيارنا لمواقفنا وطريق تعبيرنا عنها سعة.
وأن الذي أكل خالف حكم "لا تؤكل ذبيحتهم" وحقق مقصدا، تأليف القلوب وجمعها على الحق،
والسيادة اليوم في أوساطنا لفقه الذي غادر ولم يأكل، وهو ولا شك فقيه، وما كل فقيه داعية، والذي أكل وآنس وجبر؛ فقيه وداعية ورحم الله الجميع..
==========================
تحديد زاوية الرؤية...
أمر مهم، وأمر عجيب.. وانعكاسه على الحياة العامة أخطر وأغرب
وأعجب تطبيق له كان في حياتنا اليومية...
ونشأنا في عصر وبيئة كانت تكثر فيها العربات التي تجرها البغال، من الطنبر إلى الحنطور. والأول لنقل الحمولات، والثاني لتنقل الناس.
وكان للبغل الذي يكدّن على المجرور، تجهيز خاص. ومنه طقم للوجه من سير جلد، لا أعرف كيف أسميه، وكان من بين ترتيبات هذا الطقم من السير الجلدي، واقيتان تقع كلٌ منهما على يمين عين الحيوان والأخرى على يساره، تحد من مدى رؤية المكدن المسكين، حتى لا يرى غير الجهة التي يريد صاحبه، لا عن يمينه ولا عن شماله فتتشتت رؤيته وربما يجفل...
وكذلك ببعض الناس يفعلون..
==========================
خبر مهم للاعتبار
استقبل "بشار الاسد"، أمس الثلاثاء وفدا برلمانيا موريتانيا برئاسة "المصطفى صهيب" رئيس لجنة الصداقة الموريتانية- السورية، في مجلس النواب الموريتاني.
وقال الاسد في استقباله لحلفائه الموريتانيين:: إن الحرب على هذه المنطقة هي بالأساس حرب فكرية وعقائدية، وهي أخطر وأشد تأثيرا من الحرب العسكرية. يعني أخطر من البراميل المتفجرة.
الموريتانيون الذين تابعت في تاريخهم الحديث منذ بضع سنين: أنهم جمعوا كتب الشريعة الاسلامية في ساحة وأحرقوها. وزعموا أنهم يحرقون الكتب التي تشرّع للرق والعبودية!! يحتاجون إلى من يعنيهم.
وأخنع ما عاشته الثورة السورية، أن المتصدرين فيها، لم يفتحوا ملفات لكل الدول والقوى المحيطة بهم، لتمييز مواقفها، والعمل عليها، إصلاحا أو تحسينا.
ماذا كان يضير المتصدرين، لو أنهم أسسوا لجنة للصداقة السورية الحرة مع الشعب الموريتاني الشقيق.
عشرة رجال… مع موريتانيا، وآخرون مع الجزائر وفريق ثالث مع جمهورية مصر العربية ورابع مع الجار في المجتمع التركي القريب!!
في متابعتي الفردية العائمة للموقف الحكومي الرسمي الموريتاني، مع المواقف الرسمية لجملة المنتظم السياسي الموريتاني، المواقف في جملتها غارقة على العموم في الولاء لبشار الأسد.
علم هذا من علمه، وجهله من جهله.
وأحيانا تضطر بعض القوى اللينة وليس الناعمة أن تداري من تطمع في وده على ساحتها؛ فتحتال. ويكون الصمت أهون لواذ..
لا أكاد أميز في مواقف الموريتانيين موقفا واضحا شفافا مضيئا صادعا بالحق منتصرا للمأساة السورية أو للثورة السورية غير موقف المفكر الشهم الأريب المختار الشنقيطي.
الريح التي تهب علينا من موريتانيا غير طيبة..
وهذه دعوة إلى التلافي والتدارك. الموريتانيون إخواننا ونحن إلى كسبهم أحوج.
يكفي كفى كفكفان..
____________
*مدير مركز الشرق العربي