رسائل طائرة 31-08-2022

زهير سالم*

من أمثالنا البلدية في معاشرة الأرواح..
يعني في قواعد التعامل مع الناس. واستيعابهم، والرفق بهم، وتحمل ما يصدر عنهم، أولا ان تعتقد أنهم يصبرون عليك، ويحتملون ما يصدر عنك، أنت أعني أنا أظن أن كل ما يصدر عني حسن وجميل وفي ظرفه ومكانه، ولكن الآخرين لا يرونه دائما كذلك، أحاول أن أذكر نفسي دائما بهذا وأدعو بخير للذين يحتملونني، وأتفهم سبب صيق الذين لا …
كان لجان بول سارتر الفيلسوف الوجودي الفرنسي كلمة يكثر من تردادها : "جهنم هي الآخرون!!"
الآخرون في العرف الوجودي قيد على حريتك، وتحديد لدائرة وجودك. وكلما كثر الآخرون من حولك كثرت الدارات التي تضيق على دارتك..
شريك سارتر في الفكر الوجودي ألبير كامو الذي مات منتحرا، يكتب في روايته الغريب عن بطله امريسون، وسألته أمه : هل تحب أمك يا حبيبي، فيجيبها: أنا لا أحب أحدا!!
عقدة حقيقية في مجتمعات الأحادية الفردانية ، حيث الفرد وليس الأسرة هو الخلية الأولى في المجتمع. ورغبات الفرد وتطلعاته نحو إشباع الرغبات هي المعيار. أكتب هذا محاولة للتنببه على العلاقة القائمة على الخصام والتنابذ والتدفيش، التي تسود الكثير من المجموعات التي أعايشها مكتفيا بالمراقبة. توطيء الأكناف، وإلانة الجانب، والأخذ باليسر، والمعاشرة بالتي هي أحسن، كل ذلك من صفات المجتمع المتحضر حسب رؤيتنا المجتمعية..
في مثلنا البلدي: "الذي يريد معاشرة الأرواح لا يكون نوّاح"
عاشر بمعروف أو فارق بالتي هي أحسن.
____________
*مدير مركز الشرق العربي