الرئيسة \  تقارير  \  رسالة أيديولوجية.. انتحار سياسي

رسالة أيديولوجية.. انتحار سياسي

27.08.2022
جلال البنا


إسرائيل هيوم
بقلم: جلال البنا
الغد الاردنية
الخميس 25/8/2022
فقاعة سياسية تاريخية ستقع في السياسة العربية في الاسابيع القادمة وبالذات من الحزب الاكثر مصداقية في الاندماج في السياسة الاسرائيلية: التجمع. القائمة التي عرضت مرشحا عربيا لرئاسة الوزراء في 1999 واساس برنامجها هو “دولة كل مواطنيها”، تحولت جماهيريا واعلاميا الى رمز الكفاحية للكنيست بعامة وفي القائمة المشتركة بخاصة، ضمن امور اخرى لأن ثلاثة نوابها الذين مثلوها خضعوا للتحقيق.
الان، يستعد التجمع الوطني الديمقراطي “بلد” بان يعرض “طريقا ثالثا” في السياسة العربية بعد الفشل المدوي الذي تكبدته المشتركة، بكل عناصرها، عندما لاول مرة شاركت في التوصية على رئاسة الوزراء، التوصية التي لم تنجح لان غانتس في النهاية توج نتنياهو.
التجمع هم الاكثر انتقادا للموحدة ورئيسها على انضمامهم الى الائتلاف، وهم غير معنيون بالتوصية باي مرشح أو ان يكونوا كتلة مانعة، وبالتأكيد غير معنيين بان يكونوا جزءا من اي ائتلاف، دون صلة بالهوية السياسية لذاك الائتلاف.
رغم ان المفاوضات بين الاحزاب التي تتشكل منها المشتركة تتواصل ولقاءات المفاوضات تتم، يبدو أنه لا توجد ولن تكون بشائر خاصة.
الجبهة الديمقراطية حداس لن تسارع هي الاخرى لان تقبل مطالب التجمع والتي اساسها عدم التوصية باي مرشح لتشكيل الحكومة والاعتذار للجمهور عن التوصيتين ببيني غانتس. اضافة الى ذلك تصر الجبهة الديمقراطية على ادعائها بان الحزب الاكبر والاكثر تمثيلا في الكنيست وانها تستحق نصيب الاسد في القائمة. من هنا تحاول ان تماطل في الوقت لان قيادتها واثقة بانه يمكنها أن تجتاز نسبة الحسم وحدها، وانها اذا ما اوصت بمرشح معين لرئاسة الوزراء فان الامر سيكون بشروط علنية وواضحة.
اذا لم يقبل مطلب التجمع، ومعقول الافتراض بان الجبهة ستجد الاسباب الا تقبلها، فان التجمع سيعلن عن تنافس مستقل للكنيست قبل أن تبدأ المفاوضات على توزيع الاماكن الستة الاولى في القائمة.
منذ الان يبدأون في التجمع بتهيئة الرأي العام، ليس لان لديهم اوهاما بانهم سيجتازون نسبة الحسم بل كي ينهوا طريقهم في الكنيست بينما ثقة الجمهور بهم عظيمة اكثر من الاحزاب الاخرى. الاستطلاعات التي تجرى في المجتمع العربي تحاول أن تفحص سباقا مشتركا للتجمع ولشريكه الاول د. احمد الطيبي، رغم الضغينة بينهما.
هم من شأنهم ان يرتبطوا معا في محاولة لاستعادة التنافس الذي كان في 1999، لكن هذه المرة يوجد توقع بمعدل التصويت الادنى، والذي ليس من المتوقع أن يتجاوز الـ40 في المائة.
بالذات الحزب العربي الوحيد الذي يعترف بان استراتيجية “كله الا بيبي” تكبدت بالفشل والذي في رؤيته الايديولوجية لا فرق بين نتنياهو وكل مرشح آخر لرئاسة الوزراء، ويدعي بأن سياسة الوسط السياسية تجاه المجتمع العربي والشعب الفلسطيني هي الاخرى سياسة تمييز وقمع، سيدفع هو الثمن.