الرئيسة \  واحة اللقاء  \  رسالة الفتنة الدموية إلى تركيا

رسالة الفتنة الدموية إلى تركيا

12.05.2013
اليوم السعودية

اليوم السعودية  
الاحد 12/5/2013
تلقت تركيا يوم أمس رسالة دموية، تمثلت بتفجير سيارتين مفخختين في بلدة على الحدود مع سوريا، وأودى التفجير بحياة عشرات من الأبرياء الذين لا ذنب لهم ولا جريرة ولا علاقة بكل ما يحدثه أبالسة الأرض.
وأيا كان المخطط لهذه الجريمة البشعة فإنه يود أن يوجه رسالة عنيفة لأنقرة  لتكف تركيا عن دعم الثورة السورية وتكف أيضاً عن مواصلة مساعيها لعقد اتفاقيات سلام مع الأكراد وإنهاء عقود من المواجهات بين الأتراك والأكراد، وفي كلتا الحالتين فإن مخطط التفجير يحاول تقديم خدمة لنظام الاسد وداعميه. ويأتي التفجيران ايضاً في أعقاب تهديدات سورية وعراقية وإيرانية لتركيا بأن انهيار نظام الأسد سوف يشعل المنطقة بما فيها تركيا، وبعض داعمي الأسد أشار صراحة إلى أنه يمكن أن تشتعل مواجهات طائفية في تركيا، في محاولات بائسة لثني تركيا عن دعم الثورة السورية.
وسلاح النزاعات الطائفية هو الخطة الجاهزة والأكثر يسراً لدى نظام الأسد وداعميه. فحينما وجدوا أن الثورة السورية تكتسح الأراضي السورية ، على الرغم من القوة الوحشية التي استخدمها النظام والميلشيات الأجنبية المساندة له، بدأوا بالإعلان صراحة عن مواجهات طائفية في سوريا ولبنان والعراق وهم، كما يبدو يودون مد هذه الفتن إلى تركيا أيضاً لتتحقق تهديداتهم بأن انهيار نظام الأسد سوف يسبب موجة من الحروب الطائفية، مثلما حاولوا إحداث موجة أخرى في بلدان الخليج.
وواضح أن مثيري الفتن الطائفية وناقليها والساعين بها بين حدود البلدان العربية والإسلامية يلعبون في الوقت الضائع، لأن خططهم كانت متوقعة واستعد لها السوريون والعرب، وكشفوها مبكراً وهم الآن يواجهون الفتنة ببسالة متفردة، كما استعدت لها كثير من البلدان العربية والإسلامية. وبذلك فإن الساعين بفتن الطائفية سوف لا يحصدون إلا الفشل، لأن إثارة الفتن هي بضاعة الخاسرين الذين يعتقدون ان الفتنة الطائفية هي خط الدفاع الأخير قبل فشل مكائدهم ومؤامراتهم. وكان يتعين عليهم أن يقرأوا تاريخ الأمة الإسلامية التي واجهت فتناً من هذا النوع في كل حقبها تقريباً، وشهدت مساعي حثيثة للشياطين التي تسوق الفرقة وأمراضا من هذا النوع، لكن الأمة دائماً تنتصر على المكائد والمؤامرات لأنها أمة رسالة أكبر من أن تنحني لرغبات أفراد رهنوا أنفسهم لنزعات الحقد وضلالات الشياطين. وأصبح كثير من مكائد الفتن الموجعة جزءاً من التاريخ والماضي، وباء مثيروها بالفشل والخسران وسوء المآل.