الرئيسة \  تقارير  \  رسالة غير منشورة إلى المثقفين الأميركيين اليهود ‏(4-2)

رسالة غير منشورة إلى المثقفين الأميركيين اليهود ‏(4-2)

14.12.2022
إدوارد سعيد

رسالة غير منشورة إلى المثقفين الأميركيين اليهود ‏(4-2)
إدوارد سعيد* – (تيارات يهودية)‏ 21/9/2022
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الغد الاردنية
الثلاثاء 13/12/2022
‏في رسالة غير منشورة من العام 1989، يدعو المفكر الفلسطيني الراحل، إدوارد سعيد، نظراءه اليهود، إلى اتخاذ موقف ضد انتهاكات إسرائيل لحقوق لفلسطينيين.‏ كتب إدوارد سعيد هذه الرسالة المفتوحة في العام 1989، لكنه قرر أنها ستكون أكثر حدة من أن يمكن نشرها. وهي تُنشر هنا لأول مرة، مع تعليقين كتبهما نوبار هوفسبيان وبيتر بينارت.‏
 * *
 لقد أصبحت قسوة القلب والعقل هي سمة الراهن. وما كان دائمًا منحرفًا وغريبًا بطريقة مدهشة، حتى حول أكثر المبررات الفكرية صقلًا لسلوك إسرائيل، هو أن مثل هذه المبررات قد تجاهلت، أو رفضت استشارة الأدلة الوفيرة المتاحة. وهي شؤون وثقتها الصحافة الإسرائيلية -وإذا تحدثنا بشكل أكثر عمومية، الصحافة العالمية. عندما قام الجيش الإسرائيلي باختطاف طائرة سورية ‏[14]‏ في كانون الأول (ديسمبر) 1954 لغرض أخذ الرهائن، فقد تم ذلك علنًا، على رؤوس الأشهاد، وبلا خجل. وعندما يتم تفجير المنازل، أو طرد الأطباء، أو الكهنة، أو رؤساء الجامعات، كما حدث على أساس يومي منذ العام 1967، أو حظر مئات الكتب، فإنه يتم نشر هذه الحقائق في المجلات الرسمية الإسرائيلية، ناهيك عن الصحافة اليومية الإسرائيلية.
 لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن للمثقفين الأميركيين التغاضي عن الأدلة الخام والعارية لمجرد أن “أمن” إسرائيل يتطلب ذلك. لكنه يتم القفز عنها أو إخفاؤها، بغض النظر عن مدى قسوتها الطاغية، وبغض النظر عن مدى لاإنسانيتها وهمجيتها، وبغض النظر عن مدى علو صوت إسرائيل في الإعلان عما تفعله. قصف مستشفى؛ استخدام النابالم ضد المدنيين؛ مطالبة الرجال والفتيان الفلسطينيين بالزحف أو النباح أو الصراخ “عرفات ابن عاهرة”؛‏ [15]‏ كسر أذرع وأرجل الأطفال؛ حبس الناس في معسكرات الاعتقال الصحراوية من دون مساحة كافية أو صرف صحي أو مياه أو تهمة قانونية؛ استخدام الغاز المسيل للدموع في المدارس: كل هذه أعمال مروعة، سواء كانت جزءًا من حرب على “الإرهاب” أو على أساس أنها متطلبات أمنية. إن عدم ملاحظتها، وعدم تذكرها، وعدم القول: “انتظروا لحظة: هل يمكن أن تكون مثل هذه الأعمال ‏‏ضرورية‏‏ من أجل الشعب اليهودي؟” هي أمور لا يمكن تفسيرها، لكنها تعني أيضًا أن يكون المرء متواطئًا في هذه الأعمال.
 إن الصمت المفروض ذاتيًا الذي يمارسه مثقفون يمتلكون، في حالات أخرى وعندما يخص بلدانًا أخرى، ملكات نقدية فائقة الجودة، هو شيء مذهل. ومع ذلك، ما يزال المرء -وأقول “ما يزال” ببعض من عدم التصديق- يسمع تبريرات تبرئ الممارسات الإسرائيلية، وتستخدم عبارات مثل “ضعف إسرائيل الخاص أمام الإرهاب ضد المدنيين”، أو “إسرائيل ديمقراطية محاطة بأعداء توليتاريين عازمين على تدميرها”. أفترض أن هذه الأفكار المنذرة بنهاية العالم، تكمن على الأقل خلف بعض هذا الصمت. ولكن هنا، كما يبدو، قد يؤدي بعض الاهتمام الصغير بالحقيقة، والواقع، والتاريخ والعقلانية إلى تبديد مثل هذه الأفكار باعتبارها قريبة جدًا من الغرائبية والتنافر. لقد قبلَت كل دولة عربية ذات شأن بقرار الأمم المتحدة رقم 242 لأكثر من عقدين من الزمن؛ وعلى مدى عقد على الأقل، وحتى وقت قريب مع بعض التخبط والغموض الذي يمكن فهمه إنسانيًا، كان الموقف الفلسطيني هو تقسيم الأرض إلى دولتين.
 أين هي في الواقع الأدلة المزعومة على أن “الدول العربية تعهدت بتدمير إسرائيل”؟ إن هذا غير موجود فحسب، ولكن حتى لو كان موجودًا، أليس هناك تناسب أو تماثل بين هذه التعهدات من جهة، والقمع العنيد والمنهجي المستمر على مدى أربعة عقود ضد هؤلاء الناس الذين جردتهم إسرائيل من ممتلكاتهم وشردتهم في المقام الأول من جهة أخرى؟ أما بالنسبة لـ”الإرهاب”، حصان طروادة الأيديولوجي الأخرق ذاك، فعلينا أخيرًا أن نفتح أعيننا على الضرر الهائل الذي تم إلحاقه باسم محاربته. والجثث حاضرة هناك ليتم إحصاؤها -آلاف الفلسطينيين، إضافة إلى، وفوق، مذابح العام 1948، وغزو العام 1982، ومحاولة التجويع الجارية اليوم لمدن ومخيمات بأكملها في غزة والضفة الغربية، مقابل الحفنة -نسبيًا- من القتلى الإسرائيليين، وكلها نتائج لممارسات صادمة ومدانة -لكنها لا تُعامل على أنها كذلك أبدًا بحيث يتوجب علينا أن نفترض أن موتنا ومعاناتنا كفلسطينيين تُعد أقل بـ100 مرة من وفيات ومعاناة الناس “الحقيقيين” مثل الإسرائيليين. ‏
 وليس هذا كل شيء. عندما تمر الحقائق إلى العلن حقًا في حالات قليلة نسبيًا، تظهر محاولات القمع (من يستطيع أن ينسى نصيحة هنري كيسنجر للقادة اليهود الأميركيين بحظر الصحافة، على غرار ما فعلت جنوب إفريقيا ‏[16]‏، أو إلغاء جوزيف باب Joseph Papp عروضًا لفرقة مسرحية فلسطينية ‏[17])؟ وتُشن هجمات مضادة متطورة وقاسية مثل هراوة. بعد حصار بيروت في العام 1982، أرسلت (لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية)، “آيباك” محاضرين في جميع أنحاء البلاد لإثبات أن وسائل الإعلام كانت معادية للسامية. وعندما يتم التلميح إلى عمل نعوم تشومسكي، فإنه، الشخص، وليس ‏‏ما‏‏ يقوله، يتعرض للهجوم بلا رحمة على الرغم من جبال الأدلة التي يسوقها؛ وينتظر المصير البائس نفسه أي منتقد لأفعال إسرائيل الآثمة. يُتهم المرء بالستالينية، أو بأنه عميل لمنظمة التحرير الفلسطينية، أو حتى بأنه “محبٌّ للعرب”، وهي نعوت يمكن تحملها لو أنه تم في الوقت نفسه تحليل الأدلة والحقائق والأرقام ومناقشتها ودحضها. في معظم الأحيان لا يتم حتى ذكر هذه الأشياء، وتكون طريقة الهجوم الشخصي فائقة الشراسة. ما عليك سوى تشويه سمعة الشخص؛ انزع المصداقية عن شخصيته/ شخصيتها أو تاريخهم، ودائمًا تجنَّب أي مناقشة للتفاصيل الفوضوية.
 لا أستطيع أن أعرف من المسؤول عن هذا الوضع، لكنه بالتأكيد لم يكن يمكن أن يحدث من دون بعض الحسابات من جانب اللوبي الإسرائيلي (الذي أنفق في العام 1988 وحده أكثر من 3.8 مليون دولار على حملات الكونغرس، أكثر من أي قضية أخرى مفردة أخرى تعالجها “لجان العمل السياسي”)، وأن يتعاون المثقفون الصاخبون عادة أو أن يلتزموا الصمت. ومع مرور الوقت، تأثر المثقفون غير اليهود أيضًا، وبدأت ‏‏كل‏‏ الخطابات حول الشرق الأوسط تتوافق مع هذه الأنماط المطيعة الخانعة، التي لم يكن تأثيرها واضحًا بشكل أكثر مقتًا من اللغة المشتركة للسياسات الرئاسية، والكونغرسية، وحتى البلدية. لكنني يجب أن أشير باحترام وإعجاب إلى أنه بسبب الحرب اللبنانية ‏[18]‏ والانتفاضة، بدأ عدد قليل من المثقفين اليهود الأميركيين برفع أصواتهم. ولكن حتى في هذه الحالات، أثرت عادات جيل على ما قالوه واحتوته.
 قال العديد من المعارضين الآن إنه يجري إفساد روح إسرائيل ومثاليتها الأخلاقية، بحيث يسدلون بذلك الستار على ما حدث قبل الأعوام 1987، أو 1982، أو 1967. ثم مع استمرار الخطاب الأرثوذكسي “البديل” في المضي قدمًا على استحياء، بدأ يركز على الفلسطينيين بشكل أساسي باعتبارهم “مشكلة ديموغرافية”، كأي فكرة غير جذابة ظهرت من خطاب معاداة السامية الكلاسيكية. ثم عندما أصبحت الشجاعة والحماس عاليين حقًا، نصح بعض المثقفين اليهود الأميركيين ذوي النوايا الحسنة الفلسطينيين بتغيير “الميثاق” ‏[19]؛‏ بعدم ترديد أغانيهم الوطنية أو المطالبة بحق العودة -بعبارة أخرى، الاستمرار في تقديم تنازلات من جانب واحد بينما سيبدأ هؤلاء المثقفون أنفسهم مرة أخرى في الاستعداد لبدء عمل محاولة (ربما) إقناع إسرائيل بقبول -ليس واقع الوجود الفلسطيني بقدر ما هو بإمكانية أنه إذا تم التخلي عن الانتفاضة في ذلك الوقت، فربما، وفقط ربما، تبتسم إسرائيل أو تنظر بشكل إيجابي إلى السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، الذين كانت جريمتهم الرئيسية هي وجودهم نفسه. ‏
 ‏قال عدد قليل جدًا من المثقفين اليهود الأميركيين بصوت عال وواضح إنه بينما اعتدلت المواقف السياسية الفلسطينية السائدة، أصبحت المواقف الإسرائيلية أكثر لاعقلانية، أكثر تطرفًا وأكثر نعنتًا. وتم تأكيد الخلافات بين حزبي “العمل” و”الليكود”، نعم، ولكن مع غياب مدهش للنزاهة بحيث لم تتم الإشارة إلى أن حزب العمل هو الذي بدأ المستوطنات ‏[20]‏، وأن حزب العمل تعاون بشكل كامل مع حملة “سلامة الجليل”‏ [21]‏ وشارك في المحاولات العنيفة لهزيمة الانتفاضة، وأن حزب العمل أنكر بطريقة لا تتزعزع الحقوق الفلسطينية في “البحث عن السلام” المزعوم، مثله مثل الليكود. وكلما لُبيت المطالب الإسرائيلية، ظهرت فجأة ثلاثة أو أربعة مطالب جديدة أخرى. كانت المساهمة الرئيسية لحقبة ريغان-شولتز ‏[22]‏ هي أنها غرست في جميع مؤيدي إسرائيل الانضباط المتمثل في “عدم الضغط” على إسرائيل. في اليوم نفسه في أواخر العام 1987 الذي لام فيه رونالد ريغان إسرائيل بلطف على إطلاقها النار على الأطفال الفلسطينيين العزل ‏[23]،‏ تم تخصيص 280 مليون دولار إضافية لحليفتنا الاستراتيجية. كم من المساعدات الإضافية (التي تبلغ الآن أكثر من ثلاثة مليارات سنويا)، وكم من الاعتذارات المتذللة الإضافية، وكم من الأرواح الفلسطينية الإضافية ستكون ضرورية “كتدابير لبناء الثقة” (باستخدام المصطلحات البغيضة للمتخصصين في حل النزاعات) حتى يمكن أن تتطلف إسرائيل ومؤيدوها أخيرًا بإحصاء الأضرار؟
 لاحظوا مرة أخرى أنه عندما يبدأ أي نقاش عن إسرائيل (على سبيل المثال في مؤتمر تيكون‏‏‏‏)** فإنه يستند إلى فرضية أن الفلسطينيين ليسوا -ولم يكونوا أبدًا- القضية المطروحة. اليهود وحدهم كذلك. ويتم الاستشهاد بالمصادر الفلسطينية بشكل أساسي لإظهار كم هم الفلسطينيون متناقضون، غامضون، ولا يعتمد عليهم، وكم هي ضئيلة إمكانية الثقة بهم. إنني لم أصادف بعد انتباهًا جادًا إلى الكم الهائل من الأدلة والشهادات التي جمعها بجهود مضنية قانونيون، وباحثون، وشعراء، وروائيون ومخرجون فلسطينيون. وكل هذه المواد سابقة على مختلف التقارير الدولية لحقوق الإنسان، وتقارير الأطباء، والمحامين، والصحفيين التي أغرقت العالم خارج الولايات المتحدة منذ ذلك الحين، من دون أي تأثير يُذكر على الممارسات الإسرائيلية. ضعوا مجموعتي الشهادات جنبًا إلى جنب وستكون لديكم صورة مركبة لشعب حقيقي من لحم ودم يعاني من متاعب حقيقية؛ صورة من شأنها، على ما أعتقد، أن تشوش الاختزالات الكاريكاتورية التي تستند إليها العديد من اجتراراتكم وتأملاتكم حول إسرائيل.
 لديكم “نيويورك ‏‏ريفيو”‏‏، “‏‏نيويورك تايمز”‏‏، “‏‏نيو ريبابليك”‏‏، “‏‏أتلانتيك مونثلي”‏‏، وتقريبًا كل صحيفة رئيسية، أسبوعية، وربع سنوية مفتوحة لكم؛ كل شبكة من الشبكات تستشيركم 150 مرة مقابل كل مرة تستشير فيها العرب الأميركيين. وعندما لا يرضيكم فيلم مثل “أيام الغضب” ‏‏Days of Rage‏‏، يمكنكم منع عرضه، ويمكنكم أن تجعلوا الكثير من المحطات تحاصر الفيلم بمواد مؤيدة لإسرائيل، ويمكنكم إقامة أي حدث أو ندوة. كل هذا للإبقاء على صورة الفلسطينيين كإرهابيين خُرقاء، وبالتالي الإبقاء على ممارسات تعذيبهم وقتلهم شيئاً مثل ضرب الذباب أو الدوس على الصراصير. كل هذا للسماح لإسرائيل بمواصلة قمعها باسم الشعب اليهودي.
 قبل عهد ريغان، عندما لم تكن قد أصبحت عادة بعد ربط إسرائيل باستراتيجيات العالم الحر والدفاع عنه، برزت مناورة فكرية غير سارة بشكل خاص بين الليبراليين (اليهود وغير اليهود على حد سواء) الذين كانت قضايا حقوق الإنسان ومناهضة الحرب ومناهضة إلإمبريالية والنووية بالنسبة لهم حاضرة بشكل مبرر، لكنهم مع ذلك استثنوا، إما صراحة أو ضمنًا، ذكر إسرائيل. وبطريقة ما، فإن المعايير التي تحكم انتقاد الأنظمة التي تسجن الناس ظلمًا، أو التي تميز ضد المواطنين لأسباب تتعلق بالعرق أو الدين، أو التي تسخر من القانون الدولي، أو التي تنخرط في أعمال القرصنة والعقاب الجماعي والرقابة، أو التي ترفض حتى الالتزام بالاتفاقيات المتعلقة بعدم الانتشار النووي، تم التغاضي عنها أو تم تعليق الحكم عليها في معظم الأحيان بالقدر الذي يتعلق بإسرائيل. وبينما يتم إضفاء الروتنية على السياسات الإسرائيلية القاسية التي تخلو من أي ذرة من اللياقة أو التعاطف (كانت هذه هي الفترة التي واصل فيها مصطلح “الاحتلال الحميد” الإسرائيلي الظهور في المطبوعات) عندما يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني، كذلك كان المثقفون اليهود الأميركيون يقبلون، على سبيل العادة، هذه الانتهاكات باعتبار أنها مطلوبة من أجل الأمن الإسرائيلي. ‏(يُتبع)
‏*إدوارد وديع سعيد‏ Edward W. Said‏ (‏‏1935‏‏-2003‏‏) كان أستاذًا فلسطينيًا أميركيًا للأدب في جامعة كولومبيا، ومفكرًا معروفًا، ومؤسسًا لحقل “دراسات ما بعد الاستعمار” الأكاديمي. من كتبه “‏‏الاستشراق” و”الثقافة والإمبريالية”‏‏ و”قضية فلسطين”‏‏.
*نشر هذا المقال بعنوان: An Open Letter to American-Jewish Intellectuals
هوامش:
 في كانون الأول (ديسمبر) 1954، اعترضت الطائرات الحربية الإسرائيلية طائرة ركاب سورية وهبطت بها، واحتجزت ركابها حتى يمكن مبادلتهم بالجنود الإسرائيليين الذين كانوا قد أسروا مؤخرًا في سورية.‏
 من المرجح أن ‏‏تكون تفجيرات المستشفيات‏‏ ‏‏وهجمات النابالم‏‏ الموصوفة هنا قد وقعت خلال الغزوات الإسرائيلية للبنان في السبعينيات وفي العام 1982. في مكان آخر، ‏‏كتب‏‏ سعيد أنه خلال ‏‏هجوم‏‏ العام 1982 على مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، أجبر حرس الحدود الإسرائيلي الناس على تمثيل خضوعهم من خلال الزحف والنباح والإشادة برئيس الوزراء الإسرائيلي.‏
 ‏في اجتماع العام 1988 للقادة اليهود الأميركيين في نيويورك، ورد أن كيسنجر اقترح أن تحاكي إسرائيل جنوب أفريقيا في حظر تواجد كاميرات التلفزيون من الأراضي المحتلة.‏
 ‏في العام 1989، ألغى باب Papp، وهو منتج مسرحي يهودي أميركي، إنتاج مسرحية “قصة كفر شمَّا” لـ”فرقة الحكواتي للمسرح الفلسطيني”، التي كان من المقرر عرضها في المسرح العام في نيويورك.‏
 ‏يشير سعيد إلى غزو إسرائيل واحتلالها لأجزاء من لبنان في العام 1982. وعلى وجه الخصوص، أثارت مذبحة صبرا وشاتيلا، التي قتل فيها مدنيون فلسطينيون ولبنانيون على يد ميليشيا لبنانية يمينية بتحريض من الجيش الإسرائيلي، غضبًا عالميًا.
 ‏في إشارة إلى الميثاق الوطني الفلسطيني الذي اعتمده المجلس الوطني الفلسطيني في العام 1968، والذي أعلن أن إنشاء دولة إسرائيل “غير قانوني مطلقًا” وأكد “التصميم المطلق” للشعب الفلسطيني على مواصلة كفاحه المسلح من أجل التحرير.‏
 ‏ابتداء من أواخر الستينيات، نفذت حكومات حزب العمل المتعاقبة “خطة ألون” -التي سميت على اسم وزير العمل السابق يغال ألون- التي بموجبها تم بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتم تعيين القدس للضم.‏
 ‏كانت “عملية سلامة الجليل” تسمية الحكومة الإسرائيلية لغزوها للبنان في العام 1982.‏
 ‏يشير سعيد إلى رئاسة رونالد ريغان (1981-1989). وبصفته وزيرا للخارجية في عهد ريغان من العام 1982 إلى العام 1989، لعب جورج شولتز George Shultz دورًا رئيسيًا في تشكيل السياسة الخارجية الأميركية، وخاصة في الشرق الأوسط.‏
 ‏في كانون الأول (ديسمبر) 1987، أطلق الجنود الإسرائيليون النار على ما لا يقل عن 22 فلسطينيًا أعزل في قطاع غزة وقتلوهم. وردت إدارة ريغان بدعوة إسرائيل إلى التزام “ضبط النفس” في استخدام الذخيرة الحية لقمع الاحتجاجات.‏
 ‏يشير سعيد إلى تقرير “‏‏معاقبة أمة: انتهاكات حقوق الإنسان خلال الانتفاضة الفلسطينية”‏‏ الذي نشرته “مؤسسة الحق” لحقوق الإنسان التي تتخذ من رام الله مقرًا لها في العام 1988. وكانت “مؤسسة الحق” واحدة من ست منظمات غير حكومية أعلنتها الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا جماعات إرهابية وداهمت مقراتها في وقت لاحق. وتقول الحكومات الأوروبية التي راجعت ملف “الأدلة” الذي قدمته الحكومة الإسرائيلية ضد المنظمات غير الحكومية إنه لا يحتوي على ‏‏دليل جوهري يجيز‏‏ تصنيفها إرهابية.‏
هامش المترجم:
**تيكون Tikkun: منظمة أميركية أسسها الحاخام مايكل ليرنر. تقول عن نفسها على موقعها الإلكتروني: “نحن صوت نبوي للسلام والحب والتعقل البيئي والتحول الاجتماعي والتطلعات الطوباوية بلا خجل للعالم الذي يمكن أن يكون. نتحدث إلى أشخاص من جميع المجتمعات والأعراق وجميع الأديان والأجناس وجميع الأعمار ونسمع منهم.‏ ‏على مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية، كانت تيكون منصة للكتاب الشباب ليظهروا كمثقفين عامين وللمفكرين والأكاديميين الراسخين لطرح فلسفات رائدة وأفكار راديكالية. كما كانت مسرحا للروائيين والشعراء لاستعراض مواهبهم وللتقدميين الروحيين ونشطاء التغيير الاجتماعي للحث على التأمل الذاتي والشفاء النفسي والروحي الداخلي والعمل المباشر”.‏