الرئيسة \  واحة اللقاء  \  رسالة نصر الله لإسرائيل: لن نهاجمكم!

رسالة نصر الله لإسرائيل: لن نهاجمكم!

02.04.2014
سمدار بيري


القدس العربي
سمدار بيري 31/3/2014
يديعوت
صحف عبرية
الثلاثاء 1/4/2014
لا يصدق كيف يمر الوقت: منظمة حزب الله اللبنانية باتت ابنة ثلاثين، والامين العام نصرالله بات منذ 12 سنة في منصبه، نحو عشر سنوات تقريبا في مخبئه. وهو هنا وهناك يتأزر بالشجاعة ويظهر في حملات رفع المعنويات، وهكذا رأيناه قبل سنتين يخرج على نحو مفاجيء من خلف الستار الكتيم الذي بث عليه خطابه المسجل. وقد جلب الابتسامة الشريرة، 2 3 دقائق امام الكاميرات الى أن دفعه الحراس العصبيون الى خندقه، كي لا يبيد لهم احد الامين العام.
وبالاجمال، هذه شهادة فقر لنصرالله في أن اسرائيل لا تبذل جهودا في تصفيته. وكما هو معروف، حاولوا مرة واحدة تسميمه، ولكن أطباء ايرانيين انقذوا حياته في اللحظة الاخيرة، واستدعى نصرالله المسجلين ليبث نفيا غير مقنع. يقال ان العيون تتابعه الى كل مكان كي يعرف بانه مكشوف. وكانت فرص، ايها السيد نصرالله، كان بوسعهم أن يتخلصوا منك بكل سهولة، وهم يعرفون من سيحل محلك. وبالاجمال، يتبين أنهم يفضلون البقاء مع من يعرفونه.
الزمن يفعل فعله ونصرالله لم يعد يدير الامور الكبرى. في شقته التي يختبىء فيها يغرق في قراءة الصحف بهوس. يقرأنا، لديه سياسيون ومحللون يحرص على ان يحصل على ترجمتهم، وهو يحب ان يستولي عندنا على العناوين الرئيسة. وهو يلوح بالاعلام اللبناني، يؤشر الى اعداء، يعد رؤوس اقلام للخطاب التالي ويستدعي طاقم تلفزيوني. ليس كل ما يسجل ينشر بالضرورة على الشاشات الكبرى. مشوق أن نكتشف في كل مرة من جديد كيف تعلموا عندنا كيف يقرأوه وكيف انه مكشوف حتى في حياته السرية. ويبدو وكأن الخبراء في شؤون نصرالله قادرون على أن يخمنوا دائما تقريبا ما الذي يلح على الامين العام، ما هي قائمة الرسائل التي أعدها لنفسه، واي احبولة سيدحرج، وماذا كتب له مؤشر الانباء الحيوية الايراني.
في الصورة الكبرى، نصرالله لا يبعث على الاهتمام. نوصي بعدم الفزع من محاولاته الاخافة، والكشف، اذا كان على الاطلاق يوجد سبب للكشف، عن المكان الذي يبحثه لنفسه في المعسكر الشيعي والشرف الذي يسعى لان يحققه للمقاتلين الذين يبعث بهم الى سوريا بأمر من طهران. ينبغي الانتباه الى أنه متورط مع الحكومة اللبنانية، مع الامهات اللواتي يطلبن جوابا مقنعا لماذا اجبار الفتيان الشبان على القيام بعمل الجيش السوري. وهو متورط ايضا مع القرى في جنوب لبنان الذين يفضلون نيل الرزق من الزراعة لا أن يروا كيف يسيطرون لهم على الاراضي ويصادرون المخازن.
في أيار الماضي القى نصرالله بقنبلة عندما كشف السر الاكبر عن مئات رجال حزب الله الذين ارسلوا للقتال في سوريا. سطحيا، لم يكن له مفر. فلم يكن ممكنا طمس الاثار عندما باتت تعاد التوابيت بمئات جثث أعضاء المنظمة ممن اختفنوا فجأة. وليلة أول أمس في الخطاب الذي بث على شاشة كبيرة في جنوب لبنان، قرر نصرالله الاصرار على ان ‘دخلنا الى سوريا متأخرين’، نوعا من الاعتذار لمدرائه في طهران. ومن نفس الشاشة ينقل أيضا رسالة متلعثمة الينا في أنه ليس معنيا بالدخول في مواجهة وانه لن يكون هو من سيبدأ معنا.
وهو سيواصل، مع قادة قسم العمليات في حزب الله، التحرش بمحاولات زرع العبوات الناسفة. واذا كانت فرصة فلن يكون أسعد منه لاختطاف جندي اسرائيلي. ولكن في الغرفة المأطومة يتعلم كيف يستوعب صورة الوضع الجديد: عندما تدير ايران مفاوضات مع الادارة الامريكية، واوباما يتعهد في السعودية ‘الا يعقد صفقة سيئة’، والسعوديون يواصلون اعتبار لبنان مرعيا لهم، فان نصرالله سيحذر من التورط باعمال تؤدي الى رد اسرائيلي قوي.