الرئيسة \  واحة اللقاء  \  رش يابشار.. ماعندك أحد

رش يابشار.. ماعندك أحد

28.08.2013
حسن الحارثي



الوطن السعودية
الثلاثاء 27/8/2013
يبدو أن بشار الأسد اقتنع تماما أن ما يحدث في بلاده لا يعدو كونه لعبة بين أطراف عدة هو أحدها، لكنه هو صاحب المساحة الأكبر وبإمكانه أن يتجه باللعبة إلى الهدف الذي يريد منه الفوز، إلى التسلية، إلى الإثارة، إلى الضحك.
وحين أيقن أنه في مأمن من المحاسبة الدولية، وأن الإنسانية لم تعد تلقي بالا للإنسان، قرر أخيرا أن يزيد من جرعة الاستمتاع باللعب، فأخذ يمازح شعبه ويرشهم بالكيماوي. فتح عليهم الصواريخ في الغوطة وقتل وأصاب الآلاف وهو يضحك.
حين نظر طاغية الشام حوله ولم يجد من يقول له توقف، فلا مجلس أمن يحمي السوريين، ولا مواقف سياسية دولية جادة، ولا حتى جمعيات حقوقية تحرك المجتمع الدولي، وجد فرصته في استكمال اللعب وممارسة الضحك والقهقهه، فقرر هذه المرة أن يستخدم أوراقا جديدة، قنابل تحمل الغازات السامة تقتل سريعا وتوفر الوقت والجهد والمال، و"ما عندك أحد".
هو يعرف أن العالم كله سيعرف، حتى وإن عرفوا، وإن تحدثت وسائل الإعلام، وإن صرخ الأهالي، وإن صورت الجثث وبثت الأكفان عبر الشاشات، لن يحدث شيء، وبشار ما زال لديه الكثير من أسلحة "المزاح" الشامل، ولن يتوانى لحظة في استخدامها واللعب بها.
وفي هذه المرة يكون قد ضرب هدفين في لعبة واحدة، الأول: التأكيد على أنه ما زال يستمتع باللعب والضحك، والثاني: استبدال الرصاصة بالغاز، بما يؤكد على أن الرصاصة أصبحت أغلى من الإنسان، فضربة واحدة بالكيماوي تقتل ما لا يقتل الرصاص في أيام، و"ماعندك أحد".
يقول مجلس الأمن في إحصائيته الأخيرة، إن عدد ضحايا الثورة في سورية وصل إلى ١٠٠ ألف قتيل، ولو عددنا هذا الرقم صحيحا، برغم ابتعاده عن الحقيقة، تبقى الحقيقة الوحيدة أن بشار يفكر أن يصحو يوما من منامه ويجد نفسه وحيدا بلا شعب، يقهقه حينها كثيرا ثم يقول بلغة المنتصر: "قيم اوفر".