الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فرصة أخرى للمجتمع الدولي لردع النظام السوري

فرصة أخرى للمجتمع الدولي لردع النظام السوري

15.04.2014
الوطن السعودية


الاثنين 14/4/2014
فيما ترتفع حدة الحرب الدائرة في سورية تزداد معاناة الشعب ويتصاعد عدد المهاجرين واللاجئين، ولا يوجد في الأفق ما يبشر بخير على المدى المنظور. فالنظام الذي اطمأن -على الأقل في الفترة الراهنة- إلى أن أحدا لن يحاسبه كثف من قصفه للأحياء في عدة مدن بالبراميل المتفجرة وغيرها، والتيارات الدخيلة على الدولة تمارس ما تريد وتنهب من غير رادع أو محاسب.
إلى ذلك فإن عودة الحديث عن استخدام النظام للغازات السامة خلال الأيام الماضية لم تنبع من فراغ لوجود ضحايا قضوا باستنشاق تلك الغازات، واتهام النظام للمعارضة أو لجبهة النصرة باستخدام الغازات لا يعفيه من المسؤولية لعدم قدرته على حماية الشعب، بالإضافة إلى أنه سبق واعترف بامتلاكه للأسلحة الكيماوية وتعهد بتسليمها على دفعات بإشراف دولي من قبل الأمم المتحدة، لكنه لم يلتزم بالتعهدات التي أعلنت وأخلّ بكثير من الشروط التي وضعت باتفاق روسي أميركي حينها لتهدئة الولايات المتحدة وتجنيب النظام السوري ضربة عسكرية أميركية كانت محتملة.
واليوم.. وبعد استخدام الغازات السامة مجددا على الساحة السورية، هل تعود الخطوط الحمراء ثانية أم يبقى مجلس الأمن الدولي رهينة بيد الروس، وتكتفي الولايات المتحدة وغيرها بالصمت وتترك النظام ينتهك الحقوق الإنسانية برعاية روسية ودعم إيراني؟
المجتمع الدولي -بما فيه منظمة الأمم المتحدة والقوى الكبرى- يعرف أن التخاذل في مجابهة النظام ودعم الشعب السوري منذ بداية الثورة هو السبب في تدهور الأوضاع لتبلغ أسوأ حالاتها، وربما هناك ما هو أسوأ إن استمر التخاذل وظل الشعب السوري تحت رحمة جلاديه من رجال النظام ومقاتلي الميليشيات الطائفية التي جلبها النظام لتحميه وتقاتل إلى جانبه.
كذلك فإن المجتمع الدولي بعد استنفاد كل المساعي عبر أكثر من ثلاث سنوات يعرف أن الحل الوحيد للأزمة السورية يتمثل في رحيل بشار الأسد سواء كان ذلك باختياره أو بالقوة، واستخدام الغازات السامة التي تعد في نظر القوى الكبرى خطا أحمر يمنح فرصة أخرى للمجتمع الدولي لردع نظام الأسد، فهل يتحرك أحد ليعلن بداية نهاية الأزمة، أم أن النظام السوري سوف يكمل ما بدأه فيقضي على ما بقي من مكونات الدولة؟