الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فرصة الأسد.. الأخيرة

فرصة الأسد.. الأخيرة

25.05.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
السبت 25/5/2013
تمثل المحاولة الحالية لجامعة الدول العربية التي تنوي من خلالها طرح عدد من النقاط على مجلس الأمن للتوصل إلى حل بشأن الأزمة السورية فرصة أخيرة للرئيس السوري بشار الأسد لإنقاذ نفسه في "مؤتمر جنيف 2" بخروج آمن من السلطة وترك الشعب السوري يتابع حياته ويقرر خياراته ويعيد بناء ما دمرته القوات العسكرية للأسد ونظامه.
وعلى الرغم من أن النقاط التوافقية بين الدول العربية لم تعلن إلا أن المؤشرات توحي بعدم احتوائها على ما يمنع الأسد من الرحيل، ومن تلك المؤشرات مبادرة الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب، وجاء فيها أن يسلم الأسد صلاحياته خلال عشرين يوماً ثم يغادر إلى أي دولة تقبل استضافته.
وفي حال طرح خطة جامعة الدول العربية على الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فالمتوقع أن تعارض روسيا رحيل الأسد كما هي عادتها من قبل، ومن المتوقع أيضاً أن تضغط إيران عليه بقوة كي لا يقبل، وهنا عليه أن يستمع لصوت العقل بدل التهور والمكابرة والمناورة، فكل ما جرى ويجري على أرض الواقع يقول إنه انتهى ولم يعد السوريون يقبلون بحاكم قتل منهم ما يزيد على مئة ألف وسجن مئات الألوف وشرّد الملايين بحسب الأرقام المعلنة.
أما إن حاول الأسد تطبيق سيناريو التقسيم، والشروع بدولة "طائفية" يعزل فيها الساحل السوري عن الداخل مع تأمين "القصير" كممر يربط الساحل مع دمشق، فتلك الخطة محكوم عليها بالفشل لأن الشعب الذي دفع كل ما مر من تضحيات لن يدعه يهنأ بتلك الدولة، وسوف تستمر الحرب أمداً طويلاً، ويكون قد فقد الفرصة الأخيرة المتاحة بعد أن استنفد كل الفرص السابقة، غير أن هذه تختلف عنها لكونها تضمن له ولمجموعة من معاونيه في حربه ضد الشعب السوري الخروج الآمن، إذ أشارت مبادرة الخطيب إلى مغادرة 500 شخص يختارهم الأسد للخروج معه مصطحبين عائلاتهم.
ويبقى السؤال: بين طيات مبادرة جامعة الدول العربية ومبادرة الخطيب تكمن الفرصة، فهل يستثمرها الأسد، أم يستمر في عناده مفضلاً مصالح روسيا ومطامع إيران والبقاء موقتاً في السلطة على وقف نزيف الدم السوري؟