الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فرصة ثمينة

فرصة ثمينة

02.06.2013
رأي البيان

البيان
الاحد 2-6-2013
يبدو مؤتمر «جنيف 2»، فرصة فريدة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المسألة السورية، فالمعارضة ممنوعة من امتلاك السلاح القادر على الحسم، على الرغم من تقدمها الميداني في العديد من المناطق، وسيطرتها كلياً أو جزئياً على معظم الأراضي السورية، بينما النظام يحظى بدعم لا محدود من أطراف وقوى إقليمية ودولية، ومحاولات إبقاء الوضع على ما هو عليه تسير على قدم وساق.
ولكن الائتلاف السوري حسم أمره، وأعلن أن المشاركة في جنيف لا بد وأن تقترن برحيل رأس النظام، أي الرئيس بشار الأسد، هو وكل من تورط في دماء السوريين.
ورغم كل العقبات والعراقيل التي ما زالت تعترض طرق "جنيف 2"، والتصعيد الذي يمارسه النظام ومن يدعمونه إقليمياً ودولياً، إلا أن لقاء جنيف المرتقب يمكن أن يشكل خطوة أولى، على الأقل، نحو حل ينهي سفك الدماء السورية، ويحقق للشعب السوري الحرية والكرامة التي طالما سعى لأجلها، وضحى في سبيلها بالغالي والنفيس.
مؤتمر جنيف طريق للحل، إذا صدقت النوايا، وليس وسيلة دبلوماسية لفرض ما عجز النظام عن تحقيقه بالطرق العسكرية، فإن كان هذا هو الهدف منه، فإن مشاركة المعارضة فيه تصبح بلا معنى، ولا ينتظر أن تكون لها أية جدوى لتحقيق مطالب الشارع الثائر، حتى وإن حضر بعض من يحظون برعاية النظام ودعمه، ويطلقون عليهم اسم معارضين، كما جرت العادة في الأشهر الماضية.
فلِكي ينجح مؤتمر جنيف، لا بد من أن يكون المشاركون فيه يمثلون طرفي النزاع بشكل كامل، ولديهم من المسؤولية والتفويض الكامل ما يمنحهم الثقة والمصداقية في تنفيذ ما يتم التوصل إليه من قرارات واتفاقات. ولذلك تبدو توسعة الائتلاف المعارض وكأنها أتت في وقتها، ليضم الغالبية الساحقة من القوى الثورية والمعارضة في سوريا، من مختلف الكيانات والأطياف الوطنية، السياسية والعسكرية، إذا ما قرر الائتلاف أن يشارك في لقاء "جنيف 2". كما أن على النظام أن يشارك في "جنيف" مشاركة حقيقية، وليس مجرد حضور شكلي لكسب الوقت، ومحاولة تغيير الواقع الميداني، ما يعني إرسال مفاوضين حقيقيين يمتلكون القرار، ويستطيعون تنفيذه.