الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فرصة لحل الأزمة السورية

فرصة لحل الأزمة السورية

12.05.2013
رأي البيان

رأي البيان
البيان
الاحد 12/5/2013
تلوح في الأفـق فرصة جدية لحل الأزمة السورية، بعد التوافق الذي شهدناه في الأيام الأخيرة بين واشنطن وموسكو، حول ضرورة اعتماد حل سياسي للأزمة. ومع أن هذا الحل طرح في اتفاق جنيف قبل عام بالضبط، إلا أن الجديد هو انفتاح روسيا على البحث في حلول عملية من شأنها أن تضع حداً لدوامة العنف المفتوح، الذي بات يهدد سوريا كياناً ووجوداً.
ومـن شـأن هـذا الحل السياسي، الذي يبدو كأنه بات جاهزا للتفاوض حـوله، أن يؤسس لحكومة انتقالية ترضي السوريين الذين دفعوا أثماناً باهظـة، للوصول إلى مرحلة تتجاوز النظام القديم، وتؤسس لنظام تعددي برلماني يحظى فيه الجميع بفرص متساوية، دون إكراه أو تعسف.
ولكن ما يمكن أن يهدد هذا الاتفاق هو إصرار النظام ومن يقف وراءه من بعض القوى الإقليمية على التمسك بشخص معين، لأن من شأن هذا التمسك أن يطيح بأي جهود للتسوية. فمثل هذا الشرط المسبق كفيل بإهدار فرصة السلام الوحيدة التي تلوح في الأفق، وإدخال سوريا في نفق طويل سيؤدي في نهاية المطاف إلى التقسيم، وإرسال أكثر من عشرة ملايين لاجئ سوري إلى دول الجوار وخارج وطنهم.
وعلى جميع القوى الإقليمية التي تدعم النظام وتؤجج الصراع، أن تنظر نظرة عقلانية وإنسانية إلى المأساة السورية وما سببته من قتل ودمار، وما تنذر به من مخاطر تهدد الأمن والاستقرار في كل المنطقة. وقد آن الأوان لتعمل كل القوى والأطراف الإقليمية والدولية، من أجل وقف نزيف الدماء والدمار في سوريا، وتلبية المطالب المحقة التي نادت بها المظاهرات السلمية منذ مارس 2011، ودفعت في سبيلها عشرات الألوف من أبنائها في المقابر وفي غياهب السجون.
وقبل التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة في سوريا، على المجتمع الدولي أن يقف في وجه التدخلات الخارجية الفجة في شؤون السوريين، وأن يعمل على إقناع النظام وأنصاره بوقف كل أشكال العنف والقمع، والقبول بحل سلمي يحقن دماء السوريين ويحفظ وحدة سوريا أرضا وشعبا.