الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فرص غياب الأسد واليوم التالي له ؟!

فرص غياب الأسد واليوم التالي له ؟!

24.09.2013
رجا طلب


الرأي الاردنية
الاثنين 23/9/2013
خيبة أمل كبيرة نزلت كما الصاعقة على رؤوس قادة المعارضة السورية السياسية والعسكرية بعد التفاهم الروسي _ الأميركي بشان ترتيبات نزع الأسلحة الكيماوية ، وربما كان رد الفعل الأعنف على هذا التفاهم هو الاتهام الذي سارع بتوجيهه اللواء سليم إدريس رئيس أركان الجيش الحر السوري الذي قال بعد ساعات من إعلان لافروف – كيري عن هذا التفاهم أن بوتين ووزير خارجيته تلقيا رشاوى من النظام السوري عبر رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد ، الاتهام مثير جدا والتحقق منه صعب للغاية ، ولكن القضية الأهم هي أن المعارضة السورية وتحديدا العلمانية منها المقربة من دوائر صنع القرار في الغرب شعرت بالخذلان والانكسار بعدما اعتقدت أنها وصلت إلى لحظة النصر بقرب قيام واشنطن بتوجيه ضربة عاجلة وحاسمة ودقيقة للجهاز العصبي للنظام السوري .
النتيجة العملية لما جرى من تسوية في اللحظات الأخيرة ساهمت في إنتاج فعل غير متوقع، فبدلا من قيام المعارضة السورية بأطيافها المختلفة من البحث عن تنسيق عملياتي وسياسي يساهم في إعادة إحراج النظام ودفعه إلى مزيد من الأخطاء ذات الطابع العسكري و ارتكاب مزيد من المجازر ، كانت النتيجة مغايرة تماما ، حيث أقدمت المعارضة المسلحة لمواجهة بعضها البعض في معادلة غير مفهومة وبخاصة في منطقة اعزاز ، واقصد هنا المواجهة بين فرع الجيش الحر ودولة الإسلام في العراق وبلاد الشام وهذه المواجهة تعكس بصورة واضحة أزمة هذه المعارضة التي تقول عنها مجلة «جينز» البريطانية المتخصصة بالشؤون العسكرية والامنية انها تعاني من تشرذم كبير وأصبحت مجزأة إلى مجموعات كثيرة، تصل الى 1000 جماعة مسلحة وسياسية .
التفسير لتلك الحالة يمكن إيجازه على النحو التالي :
أولا : المعارضة السورية العسكرية تتمثل بالدرجة الأولى بتنظيم القاعدة الذي انشق على نفسه وأصبح تنظيمين هما دولة الإسلام في العراق وبلاد الشام وجبهة النصرة، وهناك معركة بين الجانبيين شديدة وقابلة للزيادة على خلفية التمويل المالي والدعم ألاستخباري ، وهذا الواقع يعني ان تنظيم القاعدة كفكر وكممارسة ونهج ليس بوارد الحلول السياسية مهما كانت فالقاعدة هي مشروع انتحاري وقتال حتى الموت وبكل أسف هذا هو البديل القوي والجاهز لبشار الاسد ونظامه ، وهنا اقصد انها أي القاعدة هي القوة القادرة على ملء فراغ اليوم التالي لغياب الاسد ونظامه !!
ثانيا : الفصيلان الآخران هما الجبهة الإسلامية وهي ضعيفة إلى حد كبير وقدراتها العسكرية متواضعة مع ان الدعم المالي والمادي المقدم لها كبير جدا والقاعدة بشقيها مخترقة لهذه الجبهة ، اما الفصيل الثاني فهو جبهة التحرير الاسلامي وتمثل عمليا جماعة الاخوان المسلمين وعمليا اضعف بكثير من الجبهة الاسلامية السلفية ومن القاعدة .
ثالثا : القوى العلمانية والتي يمثل جزء منها الجيش السوري الحر وهو قوي بالدعم التركي بصورة خاصة لكنه يعاني من مشكلة التمثيل السياسي ، حيث واجهت انقرة مشكلة تزعيم شخصية اخوانية على راس المعارضة وجاء الجربا كخيار مقبول .
بالتحليل فان غياب الاسد ان لم يأت ضمن عملية ممنهجة والية واضحة فان البديل الفوري هو طالبان جديدة في سوريا ، إلا إذا تم الاتفاق على عملية عسكرية هدفها النظام نفسه والقاعدة في ان معا وهذه صعبة ميدانيا واعتقد ان التطورات السياسية تجاوزتها .
ما علمه كاتب هذه السطور أن واشنطن بدأت وبالاتفاق مع موسكو على تجفيف الدعم العسكري والمالي للتنظيمات المدعومة من الخارج مقابل تسليم الأسد سلاحه الكيماوي ، والطلب من إيران التعاون في موضوع الملف النووي مقابل رفع العقوبات ضمن الية سيتفق على تفاصيلها ، والضغط على حزب الله للقبول بمعادلة سياسية جديدة بلبنان اساسها « التواضع « السياسي والعسكري وعدم استخدام السلاح في الداخل اللبناني .
وهذه التسوية من الناحية العملية تعني بقاء بشار الاسد في السلطة مقابل احتواء المحور السوري – الايراني وحزب الله المسمى بالقوس الشيعي .