الرئيسة \  واحة اللقاء  \  رعاة "جنيف2": إنهاء الأزمة أو الاعتراف بالعجز

رعاة "جنيف2": إنهاء الأزمة أو الاعتراف بالعجز

11.02.2014
الوطن السعودية


الاثنين 10/2/2014
مع انطلاق الجولة الثانية المقررة اليوم لمفاوضات جنيف2 بين النظام السوري والائتلاف الوطني لقوى المعارضة، يفترض بالدول الراعية أن تحسم موقفها، فإما أن تضغط على النظام لإنهاء الأزمة، أو تعلن أنها غير قادرة على ردعه، وبالتالي سوف تتركه يلهو ويتلاعب بالاجتماعات وغيرها، مظهرا في المؤتمر غير ما يفعله على الواقع. فمن يريد الحل السياسي لا يمكن أن يستمر بالقصف والقتل كما في حلب وحمص وحماة ودرعا والرقة ودمشق وريفها وغيرها خلال اليومين الماضيين، أو يتابع مسلسل مجازره كما فعل النظام حين أعدم أول من أمس 20 شخصا في مدينة صوران في ريف حماة، أو لا يرفع حصاره عمن يجوعهم من شعبه في كثير من الأحياء في عدد من المدن.
وفيما الائتلاف الوطني لقوى المعارضة، يبدي حسن النية للتوصل إلى اتفاق  ومن أجل ذلك وسع وفده المشارك في الجولة الثانية من جنيف2، ليضم أشخاصا من خارج الائتلاف  فإن النظام أرسل وفدا من غير صلاحيات، وبمهمة وحيدة هي اختراع سبل تطويل مدة الحوار، كما أنه لم يتوقف عن ممارسة عبثه فعطل أول من أمس وصول المساعدات إلى المحاصرين في حمص، وأطلق القذائف على سيارات المنظمات الدولية واتهم غيره  كعادته  بأسلوبه الذي لم يعد خافيا على أحد. وكل ذلك يؤكد انعدام الجدية لدى النظام، وأن لديه ضوءا أخضر ليفعل ما يريد من غير رادع.
لذلك جاء أمس، تصريح رئيس بعثة الأمم المتحدة التي دخلت إلى حمص القديمة بأن "ما أدخل من مساعدات إنسانية إلى حمص لا يمثل سوى قطرة في بحر الاحتياجات الإنسانية التي تعاني منها المدينة المنكوبة"، ليقرع الجرس أمام القوى الدولية المؤثرة التي ترى المأساة ولا تحرك ساكنا، أو أنها لا تستطيع اختراق الحماية الروسية لنظام الأسد، وتلك الحماية لن تفيد في واقع الأمر لو اتخذت قوة كبرى القرار بتأديب النظام أو إزاحته كما في حالة الأسلحة الكيماوية، حين أرعبت الولايات المتحدة نظام الأسد أياما بقرار مهاجمته، لكنها تراجعت بعد صفقة مع الروس.
على رعاة مفاوضات جنيف، أن يدركوا أن الوضع الإنساني داخل سورية لا يحتمل التسويف، ولابد من حل حتى ولو كان بقرار أممي.