الرئيسة \  واحة اللقاء  \  فرقان داعش الأمريكي

فرقان داعش الأمريكي

07.09.2014
د. مطلق سعود المطيري



الرياض
السبت 6-9-2014
    العلاقة بين واشنطن والجماعات الإرهابية علاقة طردية إن وجدت واشنطن وجد الارهاب، وان وجد الارهاب وجدت واشنطن، علاقة عمرها التاريخي حديث ونتائجها المستقبلية مفتوحة في زمانها ومحددة في مكانها، فسياسة واشنطن تجاه الارهاب تشبه الى حد كبير انتاج فيلم عن الارهاب، فالمنتج الامريكي الرأسمالي القديم عرف كيف يجعل عجلة المكسب الانتاجي تدور، فكلما انتهى عرض نسخه انتج نسخ جديدة.
نذكر جميعا قصة المصحف الامريكي " الفرقان" الذي اعدته الاستخبارات الامريكية ليكون كتاب المسلمين المقدس بدلا من القرآن الكريم، ونسيت أو لم تؤمن سي آي إيه بأن كتاب الله محفوظ لا يأتيه الباطل من أي اتجاه، فحذف آيات الجهاد من كتاب الله عمل لا قدرة لبشر عليه، حفظ إعجازي تم أمره في السماء، هذا الاعجاز لم يجعل استخبارات واشنطن تؤمن بكتاب الله المحفوظ بل بحثت في مكان آخر لادانة آيات الجهاد ولم تجد أو هكذا تصورت غير طريقة الدراما فصنعت جهادا دراميا يتفق مع فرقانها العظيم، وهنا أردت أن أفكر دراميا في سياسة واشنطن تجاه الإرهاب ولست بصدد تحليل سياسي قائم على معلومات مؤكدة، فقد خسرت المعلومات الامريكية اهميتها بعد التسريبات الاستخبارية " ويكليكس" فكذبة المعلومات الامريكية هي جزء من صناعة الدراما وليست جزء من حقيقة فهم واقع مرتبك ومتداخل وبه انسجام واضح بين القداسة والشيطان.
الصحفي الامريكي الذي جز عنقه بوحشية عنيفة، هو ضحية انتاج عمل درامي قائم على حركة انقلاب الشيطان على المقدس من أجل تحقيق نسبة مشاهدة عالية، فكل من هو خارج دائرة الانتاج الدرامي هو ضحية هذا الانتاج حتى لو كان مواطنا امريكيا، أكرر نحن نتابع عملا دراميا ولا نقرأ موقفا سياسيا.
فواشنطن جعلت العالم كله صالة عرض سينمائية يعرض فيها الدين والموت والجنس والمخدرات، فقسوة السينما في بعض الاحيان تكون اشد من قسوة الواقع، ومشهد قطع عنق المواطن الامريكي من هذا النوع من القسوة، تضحيات مؤلمة قدمت من أجل صناعة انتاج مصيري، لا ينتصر به دين بمشاركة دين آخر ولا طائفة تقبل ان تشاركها النجاح طائفة أخرى، أحادية تفكير ومصير لا يتحققان الا بانفراد بالانتاج، الامريكي ضحية والعربي ضحية والمسلم والمسيحي، المملكة دين وواقع وليست دولة انتاج درامي، قدمت للعالم مركزا دوليا لمكافحة الارهاب ودعت كل أهل الارض للمشاركة في جهوده للقضاء على التطرف بدين وحضارة وانسانية، الا ان هذا الاتجاه يتعارض مع صانعي الدراما المدمرة، فلا عالم يريدون الا عالما دراميا يعرض في الكهوف وعلى ظهور وجماجم البشر؛ لهذا فهل جماعة داعش تقرأ دورها الدرامي من فرقان أمريكي أو من أي فرقان؟!