الرئيسة \  واحة اللقاء  \  روحاني أنقذ الأسد: تسليم سلاح سورية والتقارب مع الغرب

روحاني أنقذ الأسد: تسليم سلاح سورية والتقارب مع الغرب

22.10.2013
عقيل حامد



القدس العربي
الاثنين 21/10/2013
بعد أن كاد الأسد أن يسقط بضربة عسكرية عالمية تنهي حكمه مرة والى الابد، تدخل الرئيس الايراني الجديد روحاني فراوغ المجتمـــــع الدولي وغير مفاهيمهم وصرفهــــم عن أهدافهم الرامية لتغيـــير الأسد بالقوة، ووضع خارطة طريق مع حلفائه الروس والصينيين لإنقـــــاذ الأسد مقابل أن يتعهد الأسد بتدمير ترسانته الكيماوية التي تعتبر أكبر مخزون في الشرق الأوسط وهكذا وافق الأسد ولو شكليا على ما أراد المجتمع الدولي ليتجنب الضربة القاضية – الأمريكية الأوروبية – التي ستقضي عليه لا محالة ان وقعت.
هذا ما حدث فعلا فتغير اوباما وتغير معه الأوروبيون من متحمسين لضرب الأسد وإنهاء نظامه إلى باحثين عن حل سياسي أشبه ما يكون بالمعدوم والمستحيل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما بقي من الشعب السوري الأعزل، وحماية العالم من المخاطر العظمى المقبلة المترتبة على استخدام الأسد للسلاح الكيماوي مرة أخرى في مكان آخر وفي زمن أشد عليه وأصعب، فالأسد فقـــــد أي أمل في البقاء في الحكم أو حتى المشاركة فيه بعد ما أرتكبه من جرائم بشعة وانتهاكات فضيعة بحق شعبة وأهله بل بحق العالم العربي والعالم كله، هذا العـــــالم الذي طالما تبجح بالحــــرية والديمقراطية وحماية حقوق الإنسان والدفاع عن المحرومين والأيتام، عالم طالما رفع شعارات جميلة لا أثر لها في الحقيقة على أرض الواقــــع، فالواقع يخالفهم بل يناقضهم كما تناقض أقولهم وأفعالهم شعاراتهم المرفوعة المعلنة، عالم مليء بالمخالفات والتناقضات والمصالح التي لا تعقل ولا تصدق، شعب يقتل، يهجر ويعتقل وآخرون أفراد يتشاورون بأعصاب باردة، يشربون القهوة في غرف مغلقة مظلمة يتآمرون عليه ويعقدون الصفقات، أين العالم مما يحدث في سورية والعراق، أين الضمير الحي أين الإنسانية يا بني الإنسان؟!
هل يعقل ان أفراد يتحكمون ويحددون مصير الملايين من الشعوب، هل يعقل أن يسمح العالم لأفراد أن تضحي بأرواح الملايين من الشعوب مقابل أن يبقى هذا الفرد أو ذاك أو يزول هذا النظام أو ذاك؟
شعوب ما طلبت إلا أن يتغير حاكمها ونظامه الذي جثم على صدورها عقودا عدة ولم تجني منه سوى المآسي والويلات، فماذا يريد حاكمها منها هل يريد الخلود والبقاء؟ فالخلود لم يكتبه الله لنبي بعثه ولا لرسول أرسله أفلا يعقل ذلك الحاكم ويفهم أن خلوده ضرب من المحال، وماذا يريد بعد أن يفهم ويعقل فهل سيرحل؟